للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ عمر أنه خرج إلى ناحية السُّوقِ فَتَعَلَّقَتِ امْرَأَةٌ بِثِيَابِهِ وَقَالَتْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ: مَا شَأْنُكِ قَالَتْ إِنِّي مُؤْتِمَةٌ تُوُفِّيَ زَوْجِي وَتَرَكَهُمْ مَا لَهُمْ مِنْ زَرْعٍ وَلا ضَرْعٍ وَمَا يَسْتَنْضِجُ أَكْبَرُهُمُ الْكِرَاعَ وأَخَافُ أَنْ تَأْكُلَهُمُ الضِّبَعُ وَأَنَا ابْنَةُ خُفَافِ بْنِ إِيمَاءَ الْغَفَّارِيِّ فَانْصَرَفَ مَعَهَا فَعَمَدَ إِلَى بَعِيرٍ ظَهِيرٍ فَأَمَرَ بِهِ فَرَحَلَ وَدَعَا بِغَرَّارَتَيْنِ فَمَلأَهُمَا طَعَامًا وَوَدَكَا وَوَضَعَ فِيهَا صُرَّةَ نَفَقَةٍ ثُمَّ قَالَ لَهَا: قُودِي.

حَدَّثَنِيهُ محمد بن الطيب المروزي أخبرنا أبو العلاء الوكيعي أخبرنا أحمد بن صالح المصري أخبرنا عبد الله بن وهب أخبرنا مَالِكٌ أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ وذَكَرَ الْقَصَّةَ قَالَ فَقَالَ رَجُلٌ: أَكْثَرْتَ لَهَا ١ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ عُمَرُ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ إِنِّي أَرَى أَبَا هَذِهِ مَا كَانَ يُحَاصِرُ الْحِصْنَ مِنَ الْحُصُونِ حَتَّى افْتَتَحَهُ فَأَصْبَحْنَا نَسْتَفِيءُ سُهْمَانِهِ مِنْ ذَلِكَ الْحَصْنِ ٢.

قولها إني مؤتمة أي ذات صبية أيتام وقولها ما يستنضج أكبرهم الكراع تريد أنهم صغار لا يكفون أنفسهم وهو مثل ٣ يضرب للعاجز الَّذِي لا غناء عنده قَالَ النابغة الجعدي يهجو قوما:


١ ساقط من د.
٢ أخرجه البخاري في المغازي "٥/ ١٥٨" باختلاف بعض الألفاظ وأخرجه أبو عبيد في كتاب الأموال "٣٣٤" طرفا منه, وهو في كنز العمال "٥/ ٦٨٥" وذكره الحافظ في فتنح الباري "٤٤٥:٧" بأن الدارقطني أخرجه وأشار إلى بعض الألفاظ التي جاءت في غريب الحديث للخطابي.
٣ في مجمع الأمثال "١/ ٢٩١" بلفظ: "مابنضج كراعا ولا يرد رواية" وفي المستقصى "٢/ ٣٣٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>