للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ مُعَاذٍ أَنَّهُ قَالَ: لا تَأْوُوا لَهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ ضَرَبَهُمْ بِذُلٍّ مُفْدَمٍ يَعْنِي النَّصَارَى وَأَنَّهُمْ سَبُّوا اللَّهَ سَبًّا لَمْ يَسُبَّهُ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ دَعَوْا اللَّهَ ثَالِثَ ثَلاثَةٍ ١.

أَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ المكي أنبأنا الصائغ أخبرنا سعيد بن منصور أخبرنا ابْنُ عَيَّاشٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عمرو عن عبد الرحمن بْنِ مَالِكِ بْنِ يُخَامِرَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُعَاذٍ.

قوله: لا تأووا معناه لا ترقوا لهم ولا ترحموهم يقال أويت لفلان آوى له أية أي رحمته قَالَ الشاعر:

فإني ولا كفران بالله أية ... لنفسي لقد طالبت غير منمل ٢

أي مذعور وأنشد يعقوب:

لا تأويا للعيس وانبلاها ... فإنها ما سلمت قواها

بعيدة المصبح من ممساها ٣

يُقَالُ: نبل إبله ينبلها إذا ساقها سوقا شديدا.

وَقَوْلُهُ: بذل مفدم أي شديد مشبع ٤ وأصل الكلمة الثفل ومنه قولهم: رجل فدم: أي ثقيل وصبغ مفدم أي مشبع ومعناه الخاثر المثقل ومن هذا قيل للعيي الفدم وقد فدم فدامة إذا ثقل لسانه وأبطأ بيانه.


١ أخرجه سعيد بن منصور في سننه "٢/ ٣٤٢".
٢ اللسان والتاج "نمل" بروية "فإني ولا كفران بالله أبة" وجاء في الشرح: قال أبو نصر: غير مذعور وقال غيره: غير مرهن ولا معجل عما أريد, وجاء في مادة "أوى" دون عزو في المادتين.
٣ اللسان والتاج "نبل" وعزي لزفر بن الخيار المحاربي.
٤ قال ابن الأثير "فدم" "٣/ ٤٢١" "أي شديد مشبع فاستعار من الذوات للمعاني".

<<  <  ج: ص:  >  >>