للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ عُمَر أَنَّهُ قيل: الصُّلْعَانُ خَيْرٌ أَم الفُرْعَان؟ فَقَال: الفُرعَان خَيْرٌ ١.

قَالَ الأصمعيِّ: كَانَ أَبُو بَكْر أَفْرَع وكان عُمَر أَصْلَع له حِفَافٌ وإنَّمَا أَرَاد عُمَر تَفْضِيل أبي بَكْر على نَفْسِه.

يُقَالُ رَجُلٌ: أَفْرَعٌ إذا كَان وافيَ الشَّعر لم يَذْهَب مِنُهْ شَيء وقَوْمٌ فُرْعٌ وفُرْعَان. كما قيل أَسْوَد وسُودٌ وسُودَان. وقَالَ نَصْرُ بنُ حَجَّاج وقد حَلَقَه عُمرُ ونَفَاه من المَدِينةِ وكان حَسَنَ اللَّمَّة:

لَقَدْ حَسَد الفُرْعَان أَصْلَعُ لَمْ يَكُن ... إذا ما مَشَي بالفَرْعِ بالمُتَخَايِلِ ٢

وقَوْلَهُ حِفَاف. قال الأصمعيُّ: هُوَ أَنْ يَنْكَشِف الشَّعْرُ عَنْ وَسَط الرَّأْس ويَبْقَى حَوْلَهُ كالطُّرَّة. يُقَالُ: ما بَقِيَ على رَأْسِهِ إلا حِفَافٌ من الشَّعَرِ. وحِفَافَا الجَبَل جانِبَاهُ. قال حُمَيْد بن ثور:

غادره بين حِفَافِيُّ شَاهِقٌ ... في ظِلِّ حجلاوَيْنِ سَيْلٌ مُعْتَلجْ ٣

ومن هذا حديث وَهْب بن مُنَبَّه أَنَّ إبراهيم حين أَرَادَ رَفْعَ قَوَاعِدَ البَيْت ظَلَّلَ اللهُ لَهُ مكانَ البَيْتِ بِغَمَامَة فكانت حفاف البيت ٤.


١ الفائق "فرع" "٣/ ١٠٨" والنهاية "فرع" "٣/ ٤٣٦".
وفي النهاية "حفف" "١/ ٤٠٨" "كان اصلح له حفاف".
٢ التاج "صلع, فرع" والفائق "فرع".
٣ الشطر الثاني في الديوان "٦٤" ط دار الكتب المصرية ولم يهتد المحقق للشطر الأول فترك مكانه بياضا.
٤ أخرجه الأزرقي في أخبار مكة "١/ ٦١".

<<  <  ج: ص:  >  >>