للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

*وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ إبراهيم: "أنه قال: كان يعجبهم أن يكون للغلام إذا نشأ صَبْوَة"١.

أخبرناه ابن الأعرابي، أخبرنا الصائغ ٢، أخبرنا قبيصة، أخبرنا سفيان، عن رجل، عن إبراهيم.

الصَّبْوَةُ: مصدر صَبَا الرجل يصبو صِبًا وصَبْوَة، إذا مال إلى الهوى, وأَنْشَدَنِي أَبُو عُمَر: أَنْشَدَنا ثَعْلَب:

وما يستوي الصَّابِي ومن ترك الصِّبَا ... وإن الصِّبَا لَلَعَيْشُ لولا العواقبُ

وإنما كان يعجبهم ذلك منه، وإن كان تَرْكُ الصبا أسلم له؛ لأنه إذا تاب وارعوى كان أشد لاجتهاده في الطاعة، وأكثر لندمه على ما فرط منه، وأبعد له من أن يعجب بعمله أو يتكل عليه.

وأخبرني ابن الزئبقي، أخبرنا موسى بن زكريا، أخبرنا نصر بن علي، أخبرنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، وذكر هذا الكلام عن إبراهيم فقال: "يخاف ويحذر ويجتهد".

قال أبو سليمان: "٢٥١" / وشبيه بهذا قول الحسن: "إن الرجل ليذنب الذنب، فما يزال كَيِّسًا حتى يلقى ربه"٣.

ومثله قول أبي حازم, أخبرناه ابن الأعرابي، أخبرنا أحمد بن زيد القزاز، حدثنا حسين المروزي، عن ابن المبارك قال: قال أبو حازم: "إن الرجل


١ النهاية: "صبا": ١١/ ٣.
٢ ح: "محمد بن إسماعيل الصائغ".
٣ أخرجه ابن المبارك في: الزهد: ٥٣, بلفظ: "كئيباً" بدل: "كيسا", وكذلك أبو نعيم في: الحلية: ١٥٨/ ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>