للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ التَّوْبَةِ النَّصُوحِ فَقَالَ: "هُوَ النَّدَمُ عَلَى الذَّنْبِ حِينَ يَفْرُطُ مِنْكَ فَتَستَغْفِرُ اللَّهَ بِنَدَامَتَكَ عِنْدَ الْحَافِرِ ثُمَّ لا تَعُودُ إِلَيْهِ أَبَدًا" ١.

أَخْبَرَنَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو عَلِيٍّ الصَّفَّارُ نا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ بُكَيْرٍ أَبُو خَبَّابٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَدَوِيِّ عَنْ أَبِي سِنَانٍ الْبَصْرِيِّ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ.

قَوله: عند الحافِرِ معناهُ عند مُواقَعَة الذّنْب لا تُؤخرها فتكُون مُصِرًّا. قَالَ الكسائي: العَربُ تَقُولُ النّقْدُ عند الحافِرة مَعْناهُ عند أوّل كلمةٍ يُريدُ لا تَبْرح حتى تنقد. ويقال: التقَى القوْمُ فاقتَتَلُوا عند الحافرة أي عِنْدَ أول ما التقوا. قَالَ أبو العبّاس ثعْلب: قولهم النَّقْدُ عند الحافرة معناه النّقدُ عند السَّبْقِ. قَالَ: وذلك أنّ الفَرَسَ إذَا سبق أُخِذ الرَّهْنُ. قَالَ: والحافرةُ التي حفَر الفَرسُ بقوائمه قَالَ الله تَعَالَى: {أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ} ٢. قَالَ: والحافرَةُ الأرضُ والأَصْلُ فيها مَحفُورَةٌ فصُرِفَتْ عَنْ مَفْعُولَةٍ إلى فاعلة كما قِيلَ ماء دافِقٌ أي مَدْفُوقٌ. وسِرٌّ كاتمٌ أي مَكتُومٌ. وقال أبُو زَيْدٍ: أَتَيْتُ فُلانًا ثُمَّ رَجَعْتُ عَلَى حافِرَتِي أي في طَريقي الَّذِي أَصْعَدْتُ فيه. ويُقالُ عاد فلان في حافِرتِه أي طريقتهِ الأُولى. ومنه قوله


١ ذكره السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٢٤٥ وعزاه لابن أب حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان.
٢ سورة النازعات: /١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>