للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ لا يُبَيِّتُ مَالًا وَلا يُقَيِّلُهُ: ١

أَخْبَرَنَاهُ ابْنُ الأعْرَابِيِّ نا أَبُو رِفَاعَةَ الْعَدَوِيُّ نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ نا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ.

قَوْلُهُ: لا يُبَيِّتُ مَالًا معناه أنّ مَالَ الصَّدقةِ إذَا وافاه مساءً لم يُمْسكْه عنده ٢ إلى الليْل لكنّه يفرِّقه في أهله وإذا جاءه صَباحًا لم يُمْسِكْه إلى وَقْت القائلة وهي قَبَيْل الظُّهْر إلى أن ينتَصِف النهارُ. والقَيْلُولَة النَّومُ في ذَلِكَ الوقت والقَيْلُ الشُّربُ فيه.

أخبرني أبو عُمَر أنا أبو العبّاس ثعلب عَنِ الكوفيّين والمُبرّدُ عَنِ البصريّين قَالُوا شُرْبُ الغَداة الصَّبُوحُ وفي نِصْف النهار القَيْلُ وبالعَشِيّ الغَبُوقُ وبين المغرب والعَتَمة الفَحْمَةُ وفي السَّحر الجاشِرِيَّة وكُلُّ شرابٍ شُرِبَ في أيِّ زمانٍ كَانَ فهو الصَّفْحُ. يقال: أتاني فصَفَحْتُه أي سَقيْتُه وأتاني فأصْفحْتُه إذَا حَرمْتَه وَردَدْتَه قَالَ الشاعر:

وندمَانٍ يَزِيدُ الكَأْسَ طِيبًا ... سقيْتُ الجاشِرِيَّةَ أوْ سَقاني ٣

ومن هذا حدِيثُه في الدَّنانير السَبْعَة.


١ أخرجه ابن الأعرابي في مجمعه لوحة ١٩٦ - ب والفائق للزمخشري ١/ ١٤٢ والنهاية ٤/ ١٣٣.
٢ سقطت من هنا لوحة من مخطوطة م.
٣ اللسان والتاج "جشر" من غير عزو. والجاشرية: الشرب يكون مع جشور الصبح: أي طلوعه.

<<  <  ج: ص:  >  >>