للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "إِذَا سَافَرْتُمْ فِي الْخِصْبِ فَأَعْطُوا الرُّكُبَ أَسِنَّتَهَا" ١.

قَالَ أبو عُبَيْد: أراد بالأَسِنَّة الأَسْنانَ يريد أَمْكِنوها من المَرْعى. قَالَ ولا تُعرَف الأَسِنَّةُ في الكلام إلا أسِنّةَ الرِّماح فإن كَانَ مَحْفُوظًا فإنّه أراد جَمْع السِّن فَقَالَ أسنان ثُمَّ جَمَع الأسْنانَ. فَقَالَ أَسِنَّة فصار جَمْع الجمع هذا وَجْهٌ ٢ في العربية.

قَالَ أبو سُليمان وفيه وَجْهٌ آخر ذكرهُ ابنُ الأعرابي قَالَ: أبو داود أُراهُ السِّنجِيَّ ٣ قَالَ: سَألتُ ابنَ الأعرابيّ عن هذا فَقَالَ يريدُ ارعَوْها وأحْسِنُوا رَعْيَها حَتّى تَسمَن وتَحْسُنَ في عَيْن النّاظر فيَمْنعه حُسْنُها من نَحْرِها فكأنَّما


١ أخرجه مسلم في الإمارة ٣/ ١٥٢٥ والترمذي في الأدب ٥/ ١٤٣ وأبو داود في الجهاد ٢/ ٢٨ وأحمد في مسنده ٢/ ٣٣٧, ٣٧٨ وكذلك في ٣/ ٣٠٥, ٣٨٢ بمعناه.
وفي غريب الحديث لأبي عبيد ٢/ ٦٩: "أما قوله الركب فإنها جمع الركاب والركاب هي الإبل التي يسار عليها ثم تجمع الركاب فيقال: ركب.
٢ كذا في م وفي س: "وجهه".
٣ في اللباب ١/ ٥٧٠: السجني بكسر السين وسكون النون وفي أخرها جيم هذه النسبة إلى سنج وهي قرية كبيرة من قرى مرو وكان بها جماعة من العلماء منهم أبو داود سليمان بن معبد بن كوسجان السنجي كان أدبيا شاعرا عالما برواة الأخبار مات سنة ٢٥٧ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>