للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومِثْلُ هذا في الكلام كثير.

وفي التّسْليم لُغتان. يُقالُ سلامٌ عليْكم والسَّلامُ عليكم. وَوُقوعُ الألف واللامِ فيه بمعنى التَّفْخِيم.

أخبرني الرهني أخبرني ابن كيسان قَالَ: دُخول الألف واللام في الأَسماء عَلَى ثلاثة معانٍ للتّعريف والتَّجْنِيس والتَّعْظيم. فالتَعْريفُ كقْولك: الرجلُ والمرأةُ. والتَّجنيسُ. كقولك: الشَّاءُ خَيرٌ من الإبل والذَّهَبُ. خَيْرٌ من الفِضّة. والتّعظيمُ كقولك: حَسنُ بْن علي وعبّاس بْن عَبْد المطّلب. ثُمَّ تَقُول الحَسَن بْن عَليّ والعباس بن عبد المطلب.

فيه لغةٌ ثالثةٌ. قَالَ الفرَّاء تقولُ العربُ سِلْمٌ. بمعنى سَلام كما قَالُوا حِلّ وحلالٌ وحِرْمٌ وَحَرامٌ. قَالَ وأنشدني بَعْضُ العرب:

وقَفْنا فقُلْنا إِيهِ سِلْمًا فَسَلَّمَتْ ... كما انكلَّ بالبْرق الغَمامُ اللوَائحُ ١

وكانوا يستحسنون أن يقولوا في أوّل الكلام سَلامٌ عليك بمعنى التحيّة وفي آخره السَّلام عليك بمعْنى الوَدَاع الأَوّل كقَوْلِ ذِي الرُّمّة:

أمَنْزِلَتَيْ مَيٍّ سَلامٌ عليكما ... هل الأَزْمُن الَّلائي مَضْينَ رواجِعُ ٢

والآخر كقول جَرِير:

يا أُختَ ناجِيةَ السّلامُ عليكمُ ... قبْل الرَّحيل وقبل لَوْم العذَّل ٣

وقال الشافعيُّ: فيما رَوَى الرّبيعُ بْن سُليمان عَنْهُ في تسليم المُصَلّي: أقلُّ ما يكفي المُصَلّي من تسليمه أن يَقُولُ: السَّلامُ عليكم فإن نَقَص من هذا


١ اللسان والتاج "كلل" وعزي لأبي ذؤيب. ولم أقف عليه في شرح أشعار الهذليين.
٢ الديوان /٣٣٢.
٣ الديوان /٤٤٣ برواية: ياأم ناجية ... الخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>