للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: والعَرَب تَعُدُّ مِنَ الفِرْسَان ثَلاثَة عَدُّوا عُتَيْبَةَ بْنَ الحارث اليَرْبُوعِيّ فارسَ تَمِيم وعَدُّوا بِسْطَام بن قَيْس بن خَالِد الشَّيْبَانِي فَارِس بَكْر وعَدُّوا عامِر بن الطُفَيْل الجَعْفَرِيّ فَارِسُ قَيْس وَقَالَ الفَرَزْدَق يذكر بِسْطَامًا:

وقد مَاتَ بِسْطامُ بن قَيْس بن خَالِدٍ ... ومَاتَ أَبُو غَسَّان شَيْخُ اللَّهَازِمِ ١

فَأَمَّا جَسَّاس ومَنْعَهُ الجَارَ فإنَّ أَبَا عُبَيْدَة يَزْعُم أَنَّ أُخْتُهُ كَانَتْ تَحْتَ كُلَيْب بن وائل وكانَت البَسُوسُ وهي خالَةُ جَسَّاس نَازِلَةٌ عَلَيْه وجارَةً لِبَنِي مرّة / ومعها ابنٌ لها ولهم نَاقَةٌ يُقَالُ لَهَا السَّرَّارُ وكانت خوّارة [٩] صفيَّة فذكر أَنَّ أُخْت جَسَّاس بَيْنَا هي تَغْسِلُ رَأْس كُلَيْب وتُسَرِّحُهُ إِذْ قَالَ لها من أعز وائل فضمرت ٢ فَأَعَادَ عَلَيْهَا القَوْلَ فَلَمَّا أَكْثَرَ قَالَتْ أَخَوَايَ جَسَّاس وهَمَّام فَنَزَعَ رَأْسَهُ مِنْ يَدِهَا وأَخَذَ القَوْس فَرَمَي فَصِيَل نَاقَة البَسُوس فَأَقْصَدَهُ فَغَضِبَ جَسَّاس لِذَلِك فَقَتَلَ كُلَيْبًا فَهَاجَ الشَّرُ بِسَبَبِهِ بَيْنَ بَكْرٍ وَتَغْلِب وكَانَ كُلَيْبُ إِذَا حَمَى حِمًى لَمْ يُقْرَبْ وإِذَا أَجَارَ رَجُلا لَمْ يُهِجْ لِعِزَّةٍ وبِهِ كَانَ يُضْرَبُ المَثَل في العِزِّ والمَنْعَةِ وكان لا يُرَفَعُ في نَادِيهِ صَوْتٌ فَقَال قَائِلُهُم:

ذَهَبَ الخِيَارُ من المعاشِرِ كُلِّهم ... واستَبَّ بَعْدَكَ يا كُلَيْبُ الْمَجِلسُ ٣

والبَسُوسُ ٤ في غير قَوْلِ عُبَيْدَة اسم النَّاقَة الَّتي رَمَاهَا كُلَيْبٌ فَصَارَ مَثَلا في الشُّؤْم فَيُقَال: أَشْأَمُ مِن البَسُوس والبَسُوسُ النَّاقَةُ الَّتِي تدر على الدعاء


١ الديوان "٢/ ٢٠٦" برواية: "وقد مَاتَ بِسْطامُ بن قَيْس وعامر".
٢ ح: "فصمتت" وضمزت: سكتت.
٣ مجالس ثعلبة "٤٧, ٦٥٢" وعزى لمهلهل بن ربيعة برواية:
"أودى الخيار من المعاشر كلها".
والتاج "جلس" وروى فيه الشطر الأول: "تبئت أن النار بعدك أوقدت" والعقد الفريد "٣/ ٢٩٨" برواية الخطابي. والشطر الثاني في النوادر لأبي زيد "٢٩".
٤ د: "والبسوس في قول أبي عبيدة" والمثبت من بقية النسخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>