للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَخْبَرْنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْمَكِّيِّ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا بُنْدَارُ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنِ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ.

الأَبْلُمَةُ: خَوْصَةُ ١ المُقل وفِيها ثَلاثُ لُغَات أُبْلُمة وأَبْلَمة وإِبْلِمَة ٢.

يَقُولُ: نَحْنُ وإيِّاكُم سَوَاءٌ في الحُكْمِ لا فَضْلَ لأَمِيرٍ عَلى مَأْمُور كَالخُوصَة إذا شُقَّت طُولا باثْنَينِ تَسَاوى شِقَّاهُما فَلَم يَكُن لأَحَدِهِمَا فَضْلٌ عَلى الآَخَر والعَرَبُ تَقُول الأَمْرُ بَيْنَنَا شَقُّ الأَبْلَمَة وهَذَا وذَاك سَوَاء والقَدُّ القَطْعُ والشَّقُ مَعًا.

وقَوْلُهُ: لا نَنْفَسُ أن يَكُونَ هَذَا الأَمْر فَيكُم أَيْ لا نَحْسِدُكُم عليه ولا نُزَاحِمُكُم عَلى الدُّخول فيه ومِنْهُ المُنَافَسَة في الشَّيء وأَصْلُهَا شِدَّةُ الرَّغْبَة ومِنْهُ قَوْل اللَّه تعالى: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} ٣ وأنشدني أبو عُمَر قَالَ أَنشدَنا أَبُو العَبَّاس ثَعْلَب:

فَمَا هِبرِزِيٌّ مِن دَنَانِيرِ أَيْلَةٍ ... بِأَيْدِي الوُشَاةِ نَاصِعٌ يَتَأَكَّلُ

بِأَحْسَنَ مِنْهُ يَوْمَ أُصْبِحَ غَادِيًا ... ونَفَّسَنِي فِيِه الحِمَامُ المُعَجَّلُ ٤

يُرِيدُ رَغَّبَنِي فِيِهِ. والوُشَاةُ جَمْعُ الوَاشِي وهُوَ ضَرَّابُ الدَّنَانِيرُ وسُمِّيَ وَاشِيا لِمَا يَنْقُشُه فِيهَا مِن اسْمِ اللَّه تَعَالى فَكَأَنَّهُ وَشَاهُ بِهِ وَشْيا وَسُمِّيَ النَّمَّام وَاشِيا لتَحْسِينَهُ القَوْلَ إذا بَلَّغَهُ وتزويره إياه.


١ ط: س: "خوص المقل".
٢ في القاموس "بلم" الأبلمة "مثلثة الهمزة واللام".
٣ سورة المطففين: "٢٦".
٤ في التاج "هبرز" والبيتان لأحيحة بن الجلاح يرثي ابنا له وهما في اللسان "هبرز نفس". دون عزو.

<<  <  ج: ص:  >  >>