للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ أَبُو سُلَيْمان قوله في طَرِيقٍ مُعْوِرَةٍ أَي ذات عَوْرة يُخَاف فيها الضَّلالُ والانْقِطاعُ.

يُقَالُ: أَعْوَر المَكَان فَهْوَ مُعْوِرٌ إذا خِيفَ فيه القَطْعَ والهَلاكَ وكُلُّ عَيْبٍ وخَلَل في شيء فَهُوَ عَوْرَة ومِنْهُ [١٦] قَوْلُ / اللهِ تَعَالى: {إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ} ١ أي ليست بِحَرِيزَةٍ ولا حَصِينَة وقولُهُ قد أَذَمَّت مَعْنَاهُ كَلَّت وأعبت.

قَالَ بعضُ أَهْلِ اللُّغَة مَعْنَاهُ: أَنَّهَا صارت إلى حَالٍ تُذَمُّ عَلَيْهَا كَمَا يُقَالُ أَحمَد إذا جاء بما يُحمَد عليه.

قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ ويُحتَمَل أَنْ يَكُون المَعْنَى في ذلك انقِطَاع سَيْرِها مِن قَوْلِك بِئْرٌ ذَمَّةٌ وَقَدْ ذَمَّت البِئْرُ وأَذَمَّت إذا قَلَّ مَاؤُها وانْقَطَعَ وأَنْشَدَنِي أَبُو عُمَر قَالَ أَنشدَنا أبو العبّاس ثَعْلَب:

أُرَجّي نائلًا من سَيْب رَبٍّ ... لَهُ نُعْمَى وذَمَّتهُ سِجَال ٢

وقَوْلُهُ أُزْحِفَتْ أي قَامَت مِن الإِعْياء وأَصلُ الزَّحْف أَنْ يَجُرُّ البَعِيرُ فِرسِنَه من الإعياء.

يُقَالُ: زَحَفَ البَعِير وهو زَاحِفٌ وأَزْحَفَهُ السَّيْر فَهُوَ مُزْحَفٌ والأَظْرُبُ جَمعُ الظَّرِب وهُوَ ما دُونَ الجَبَل يُقَالُ في القَليل: أَظْرُبٌ وفي جَمْعِ الكَثِيرِ ظِرابٌ والسَّوَاقِطُ المُنْخَفِضَةُ منَها اللاطئة بالأرض.


١ سورة الأحزاب: "١٣".
٢ اللسان والتاج "ذمم" برواية: "نرجي نائلا" ولم يعز.
وفي "سجل" برواية: "والذمة: البئر القليلة الماء والسجل: الدلو الملأى والمعنى قليله كثير. سبق في الجزء الأول, لوحة "١٨٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>