للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَخَبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زيرك أخبرنا ابن المنادي أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق أخبرنا الْقَاسِمُ بْنُ عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.

قوله ذامِرًا مَعْنَاهُ مُتَهَدِّدًا لَهُمَا وأَصْلُ الذَمْرِ التَّحْرِيضُ على القتال والذِّمْر الرَّجُل الشُجَاع والجميع الأَذْمار ويقال: فُلانٌ حَامِي الذِّمَار وتَذَمَّرَ الرَّجُل إذا لام نَفْسَهُ على التَّقْصِير في الأَمر وتَذَامَرَ القَوْمُ إذا تلاوَمُوا.

وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ أنبأنا ابن الجنيد أخبرنا قتيبة أخبرنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ وَعِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِضَجْنَانَ ١ أَوْ بِعَسْفَانِ ٢ لَقِيَ الْمُشْرِكِينَ فَحَضَرَتْ صَلاةُ الظُّهْرِ قَالَ: فَتَذَامَرَ الْمُشْرِكُونَ فَقَالُوا: هَلا كُنَّا حَمَلْنَا عَلَيْهِمْ وَهُمْ فِي الصَّلاةِ ٣.

أي تَلاومُوا فِيمَا بَيْنَهُم واسْتَقْصَرُوا أَنْفُسَهُم على الغَفْلَة وتَرْك الفُرْصَة. وقد يَكُونُ مَعْنَاهُ تَحَاضُّوا على القِتَال.

يُقَالُ: ذَمَر الرَّجُل صَاحِبَهُ إذا حَضَّهُ عَلى القِتَال وقَالَ عَنْتَرَة:

لمَا رَأَيْتَ القَوْمَ أَقْبَلَ جَمْعُهُم ... يَتَذَامَرُونَ كررت غير مذمم ٤


١ معجم ما استعجم "ضجنان" "٣/ ٨٥٦" بفتح أوله وإسكان ثانيه بعده نون وألف: على وزن فعلان: جبل بناحية مكة على طريق المدينة.
٢ معجم البلدان "عسفان" "٦/ ١٧٣" منهلة من مناهل الطريق بين الجحفة ومكة وقال السكري: عسفان: على مرحلتين من مكة على طريق المدينة والجحفة على ثلاث مراحل.
٣ أخرجه الطبري في تفسيره "٥/ ٢ ٥٧" بنحوه عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وذكره الهيثمي في مجمعه "٢/ ١٩٦" عن ابن عباس بنحوه بألفاظ متقاربة.
٤ الديوان: "١٥٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>