للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت لكم مقالة لَمْ تَكُنْ كَمَا قُلْتُ وَلَكِنَّنِي كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَعِيشَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يُدَبِّرَنَا ١.

أَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ هاشم أخبرنا الدَّبَرِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَنَسٍ.

قوله يَدْبُرَنا مَعْنَاهُ يَخْلُفنا بعد موتِنا ويَبْقَي خِلافَنَا.

أَخْبَرَني أَبُو عُمَر أَخْبَرَنِي أَبُو موسى عَنْ أبي العَبّاس ثعلب قَالَ: يقال: للرَّجُل إذا مَشَى خَلْفَ الرَّجُل هو يَخْلُفَه ويَذْنُبُه ويَدْبُرُه.

وقَالَ الأَصْمَعِيّ: يُقَالُ: دَبَر السَّهْمُ الهَدَف وهو يَدْبُرُهُ دبِرًا إذا صار من وراء الهدف وقع خَلْفَهُ

قَالَ أَبُو عُبَيْدَة مَن قَرَأَ "واللَّيْلُ إذا دَبَرَ"٢ أَرَادَ أَنَّهُ يَدْبُرُ النَّهَار فَيَكُونُ في آخِرِه وَمَن قَرَأَ {إذا أَدْبَر} أَرَادَ إذا وَلَّى. ودَابِرُ القَوم آخِرُهُم.

ومِنْهُ قَوُلُ اللهِ تَعَالى: {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا} ٣ وَقَالَ الشاعر:

آلُ المُهَلَّبُ جَذَّ اللهُ دابِرُهُم ... أَضْحُوا رَمَادًا فلا أصل ولا طرف ٤


١ أخرجه عبد الرزاق في مصنفه "٥/ ٤٣٧ – ٤٣٨" والبخاري في الأحكام "٩/ ١٠٠" وابن سعد في الطبقات "٢/ ٢٧١" بمعناه والفائق "دبر" "١/ ٤٠٩".
٢ سورة المدثر: "٣٣".
٣ سزورة الأنعام: "٤٥".
٤ ط: "بنو المهلب" والبيت في الكامل للمبرد "٣/ ١٣٥" وعزي لجرير وهو في ديوانه "٣٠٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>