للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَنَحَّى له عَمْروٌ فَشَكَّ ضلُوعَه ... بنافذةٍ نجلاءِ والخيلُ تَضْبِرُ ١

وقوله: "أَعْنَقَ ليموت" ٢ مثل يريد أن المَنِيَّةَ ساقته إلى مَصْرَعه والعَنَقُ ضرب من السَّير والعلَق الدَّمُ الجامَد قبل أن ييبْسَ والنَدى القوم المجتمعون ومثله النَّادي ويقال تَنَادَى القومُ إذا اجتمعوا في النادي وهو المجلس وناديتُ الرَّجُلَ إذا جالسته قَالَ الشاعر:

أَلا مَنْ مُبِلغُ الحجّاجِ أَنِّي ... أُنادِي القَومَ من أهلِ العراق

يريد أجالِسُهم في ناديهم وسمِّيت دارُ الندوة لأنهم كانوا يَنْدُون ٣ إليها إذا حَزَبهم أمرٌ فيتشاورون قَالَ الفَرَّاء العرب تَقولُ النّادي يشهدون عليك يَجعلَوُن النَّادِيَ والمَجلِسَ والمَشْهَدَ قَوْمَ الرّجل وأنشدّ:

لهم مَجلسٌ صُهْبُ السِّبالِ أَذِلَّةٌ ... سَواسِيَةٌ أَحرارُها وعَبِيدُها

وقال المُهَلْهل يرثي أخاه كُلَيْبًا:

ذهب الخِيَارُ من المعاشِرِ كُلِّهم ... واستَبَّ بعدَك يا كُلَيْب المَجْلِسُ ٤

وكان كُلَيب لِعِزِّهِ لا يُرفَع بَحَضْرتِه صَوتٌ ولا تُسْمَع في ناديه كلمةُ خَنى.

وَمِنْ حَدِيثِ أَبِي عَوَانَةَ عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ نُبَيْحٍ الْعَنْزِيِّ عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ صَنَعَ لِرَسُولِ اللَّهِ طَعَامًا فَدَعَاهُ وَدَعَا حَوَارِيَّهُ فأكلوا حتى شبعوا


١ الديوان /٢٣١. وتضر: تثب
٢ لم أقف عليه في كتب الأمثال.
٣ يندون: يجتمعون
٤ شعراء النصرانية ٢/ ١٧٩ برواية "نبئت أن النار بعدك أوقدت" بدل الشطر الأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>