للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسجاج كل لبن غالب عليه الماء والبجة الفصد الَّذِي كانوا يفصدون فيستدمون فيأكلونه قَالَ العجاج يصف ثورا وكلابا:

يطعنهن في كلي الخصور ... وبج كل عاند نعور ١

قَالَ: والجبهة هاهنا المذلة يقول هذا الكلام للعرب يذكرهم آلاء اللَّه عليهم يقول كنتم في مذلة تجبهكم وكان قوتكم السجاج من اللبن والفصيد من الدم فقد جعلكم خلفاء في الأرض ووسع عليكم وأنكر تفسير أبي عبيد لها وقول من زعم أنها كانت آلهة تعبد من دون الله.

قال أَبُو سُلَيْمَانَ: وإنما لا تؤخذ الصدقة من السخال والفصلان إذا كانت منفردة عَنِ الأمهات فأما إذا كانت مع أمهاتها فإنها تعد على أصحابها ولا تؤخذ في الصدقة كما لا تؤخذ الخيار من المسان إنما يعترض المال فيؤخذ من وسطه وهو معنى حديث عُمَر وقد شكا إليه أهل الماشية تصديق الغذاء وهو صغار المال.

فقالوا: إن كنت معتدا علينا بالغذاء فخذ منه صدقته فَقَالَ إنَّا نعتد بالغذاء كله حتى السخلة يروح بها الراعي على يده وإني لا آخذ الشاة الأكولة ولا فحل الغنم ولا الربي ولا الماخض ولكن آخذ العناق والجذعة والثنية وذلك عدل بين غذاء المال وخياره ٢.


١ الديوان "٢٣٨, ٢٤٠".
٢ أخرجه عبد الرزاق في مصنفه "٤/ ١١, ١٢" والبيهقي في سننه "٤/ ١٠٠" وابن ابي شيبة في مصنفه "٣/ ١٣٤" وذكره الهيثمي في مجمعه "٣/ ٧٤ – ٧٥" بلفظ "السخلة" بدل "الغذاء" وعزاه للطبراني في الكبير.

<<  <  ج: ص:  >  >>