للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جوز الليل وسطه قَالَ ذو الرمة:

وخافق الرأس مثل السيف قلت له ... زع بالزمام وجوز الليل مركوم ١

وَقَوْلُهُ: طرت النجوم أي طلعت فتتامت واتَّسَقَت.

يُقَالُ: طر النبات يطر طرورا إذا نبت وكذلك طر شارب الغلام وفيه وجه آخر وهو أن يُقَالُ طرت النجوم ومعناه أنها توقدت وأضاءت يُقَالُ طررت السيف إذا صقلته وطررت السنان إذا مهوته وسيف مطرور أي صقيل.

وفي بعض الكلام: بالغوا في اصطناع تلامذة العلوم فإن ألسنتهم أسنة مطرورة وقلوبهم كنوز مذخورة هم العدة عند الشدة والذكر بعد المدة.

ومن هذا قولهم رجل طرير الوجه أي جميل الوجه وضيئه قَالَ العباس بن مرداس.

ويعجبك الطرير فتبتليه ... فيخلف ضنك الرجل الطرير ٢

وأنشدني أَبُو عُمَر أنشدنا أبو العبّاس ثَعْلَب عن أَبِي نصر عَنِ الأصمعي:`

ينام محاق الشهر صدر نهاره ... وفي الحي ريان العشي طرير

يريد أَنَّهُ يتزين بالعشي ليدب في السوءات والريب.


١ الديوان "٥٧٩" برواية "فوق الرحل" بدل "مثل السيف" واللسان "زوع" والتاج "حفق".
٢ اللسان والتاج "طرر" وهو في ديوانه "٥٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>