للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالوا: ولم يأت مفيعل في غير التصغير إلا في ثلاثة أحرف مسيطر ومبيطر ومهيمن.

قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ وقد ذاكرت بهذا الحديث بعض أهل اللغة فَقَالَ إنما هي المهيمات أي المسائل الدقيقة التي تهيم الإنسان وتحيره.

يُقَالُ هام الرجل إذا تحير وهيمه الأمر إذا حيره.

وَقَالَ أَبُو مالك يُقَالُ هيم الرجل إذا جعل يهذي بالشيء يتذكره قَالَ الأخطل:

هيم لنفسك يا جميع ولا تكن ... لبني قريبة والبطون تهيم ١

ويروى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ ذكر عليا فأثني عليه وَقَالَ علمي إلى علمه كالقرارة في المثعنجر ٢ أي كالغدير في البحر. وأصل القرارة الموضع المطمئن من الأرض يستقر فيه ماء المطر قَالَ عقيل بن بلال بن جرير:

وما النفس إلا نطفة بقرارة ... إذا لم تكدر كان صفوا غديرها ٣

وَقَالَ عنترة:

فتركن كل قرارة كالدرهم ٤

ويقال اثعنجر الماء إذا سال واثعنجر السحاب بالمطر إذا جاد به

قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ: ولست أبعد أن يكون الصحيح المبهمات وإنما تابعت الرواية.


= طويل وقد أخرجه البخاري أيضا في التفسير "٦/ ٢٣" من قول عمر بلفظ "أقضانا" وكذلك أحمد في "٥/ ١١٣".
١ اللسان والتاج "هيم" برواية "فاهيم" وشعر الأخطل "١/ ٣٩٠" برواية اللسان.
٢ الفائق "قرر" "٣/ ١٨١" والنهاية "قرر" "٤/ ٣٨".
٣ الفائق "قرر" وعزي في هامش س لعمارة بن عقيل بن بلال بن جرير.
٤ عجز بيت في الديوان "١٤٥" وصدره "جادت عليها كل عين ثرة".

<<  <  ج: ص:  >  >>