للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال غيره الحسب أصله الكثرة ومنه اشتق الحساب قَالَ ويقال للجمع الكثير من الناس حساب وأنشد للهذلي يصف رجلا غشيه العدو وهو نائم.

فلم ينتبه حتى أحاط بظهره ... حساب ورجل كالجراد يسوم ١

ويقال: أحسبت الرجل إذا أكثرت له من العطاء حتى يقول حسبي قَالَ الشاعر:

ونقفي وليد الحي إن كان جائعا ... ونحسبه إن كان ليس بجائع ٢

وقد يجوز أن يكون أراد بقوله بالحسب والطيب إيفاء الثمن وإعطاءه الكافي من القيمة من غير غبن أَو بخس من قولك أحسبت الرجل إذا أتيته بما يكفيه من طعام أو نحوه ويروى مكان قوله بالحسب بالنقد الجيد.

وَأَخْبَرَنِي أَبُو عمر أنبأنا أبو العبّاس عن ابن الأعرابي عَنْ أَبِي الْمَكَارِمِ قَالَ وَمَا رَأَيْتُ أَفْصَحُ مِنْهُ مُذْ ثَلاثِينَ سَنَةً قَالَ جَاءَنَا ضَيْفٌ فِي الْمُلَيْسَاءِ فَقُلْنَا لَهُ أَتَيْتَنَا فِي الْمُلَيْسَاءِ وَقَدْ فَاتَ الْغَدَاءُ وَلَمْ يُهَيَّأِ الْعَشَاءُ قَالَ فَانْصَرَفَ ثُمَّ جاء بالعشي فأدخلناه وحسبناه وإحيلناه وَأَكْثَمْنَاهُ وَأَوْتَلْنَاهُ وَكَبَّيْنَاهُ فَلَمَّا انْصَرَفَ نَعَّمْنَاهُ.

قَالَ أَبُو عُمَر قَالَ أَبُو العباس سألت ابن الأعرابي عَنْ هذا فَقَالَ المليساء نصف النهار. وَقَوْلُهُ حسبناه أي ألقينا له حسبانة وهي


١ في اللسان "حسب" ساعدة بن جؤية الهذلي برواية "حساب وسرب كالجراد يسوم" وجاء في شرح أشعار الهذليين "٣/ ١١٦٠" برواية اللسان, وفي الشرح: الحساب هنا العدد الكثير وسربك قطيع رجال, ويسوم: يسرح, يقال: كأنه جراد يسرح.
٢ اللسان والتاج "حسب" قالته امرأة من بني قشير.

<<  <  ج: ص:  >  >>