للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صَالِحاً} ١ فَحَفِظْتَهُمَا ٢ فَاحْفَظِ اللَّهُمَّ نَبِيَّكَ فِي عَمِّهِ فَقَدْ دَلَوْنَا بِهِ إِلَيْكَ مُسْتَشْفِعِينَ ٣.

هذا قد ذكره ابن قتيبة ٤ في كتابه وفسره فَقَالَ قوله قفية آبائه يريد تلوهم وتابعهم وهو من قفوت الرجل إذا تبعته وكنت في إثره يُقَالُ: هذا قفي الإشياخ وقفيتهم إذا كان الخلف منهم.

وَقَوْلُهُ دلونا إليك أي متتنا واستشفعنا وأصله من الدلو.

وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ أما قفية آبائه فإنه تلوهم وتابعهم والخلف منهم فمن المستقيم المطرد في اللغة إلا أَنَّهُ من البعيد الممتنع أن يكون عُمَر جعل العبَّاس / تابع آبائه أو رآه خلفا منهم في طريق دين أو دنيا وإنما [٩٣] يحسن أن يتأول المتأول الكلام على معانيه اللائقة به المنقادة له دون الوجوه الأبية عليه النافرة عنه ومعنى القفية المختار.

قَالَ أَبُو زيد يُقَالُ: اقتفيت الشيء بمعنى اخترته والاسم القفوة يريد أَنَّهُ المختار من آبائه ومنه القفي وهو ما يؤثر به الرجل من طعام

وقد يحتمل أن يكون أراد أَنَّهُ تابعهم والمتقيل لأثرهم في الاستسقاء وذلك أن عبد المطلب قد استسقى لأهل الحرم حين أقحطوا فسقاهم اللَّه وقد ذكرنا هذه القصة وفسرناها فِي حَدِيثِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم لا أعلم لما


١ سورة الكهف: "٨٢".
٢ ح: "فحفظتهما لصلاح أبيهما".
٣ أخرجه البخاري في صلاة الاستسقاء "٢/ ٣٤" عن أنس بعبارة."اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقنا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال: فيسقون" وكذلك البيهقي في السنن الكيرى "٣/ ٣٥٢" وتهذيب ابن عساكر "٧/ ٢٤١" عن ابن عمر مختصرا.
٤ غريب الحديث لابن قتيبة "٢/ ١٨٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>