للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٩٦] / وإنما سموا شرطة لتقدمهم أمام الجيش ١ ولذلك سمي قرنا الحمل الشرطين وهو أول نجم من الربيع.

قَالَ بعض أهل اللغة ومن هذا سمي نخبة أصحاب السلطان الشرط وذلك لأنه قد رتبهم ببابه وقدمهم على غيرهم من جنده وأنكر ما ذهب إليه أَبُو عبيد من أنهم سموا شرطا لأنهم أعلموا أنفسهم بعلامة عرفوا بها وأنكر قوله في أشراط الساعة أنها علاماتها وأن يكون الاشتراط الَّذِي يشترطه الناس بعضهم على بعض من هذا قال: وذلك لأن الشرط يجمع على الشروط لا على الأشراط قَالَ: وإنما الأشراط جمع الشرط مفتوحة الراء قَالَ: والشرط الدون من كل شيء وأنشد للكميت:

وجدت الناس غير بني نزار ... ولم أذممهم شرطا ودونا ٢

قَالَ: فأشراط الساعة ما ينكره الناس من صغار أمورها قبل أن تقوم الساعة قَالَ: فأما قول الشاعر:

فأشرط فيها نفسه وهو معصم ... وألقى بأسباب له وتوكلا ٣

وتأويل أبي عبيد أَنَّهُ أعلم نفسه فغلط قَالَ: ومعناه أَنَّهُ استخف بنفسه واستهان بها فجعلها شرطا كشرط المال.

وَأَخْبَرَنِي أَبُو عُمَر أنبأنا العباس ثَعْلب عن ابن الأعرابي قَالَ: هم الشرط والنسبة إليهم شرطي والشرطة والنسبة إليهم شرطي ويقال:


= وجاء بعده:
فكنت فتاهم فيها ... إذا تدعى لها تثب
١ الفائق "شرط" سموا بذلك لأنهم يشرطون أنفسهم للهلكة.
٢ شعر كمنت "٢/ ٦٢٩".
٣ اللسان والتاج "شرط" وعزي لأوس بن حجر وهو في ديوانه "٨٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>