للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَوْلُهُ: نَتَعَاجَمُ أَيْ نُكَنِّي وَنُوَرِّي وكل من كنى عَنْ شيء وأخفى بيانه فلم يفصح به فقد أعجمه قَالَ ذو الرمة:

أُحِبُّ المَكانَ القَفْرَ من أجْل أَنَّني ... بِهِ أتَغنَّى باسمها غَيْرَ معجم ١

وإنما قيل للبهيمة عجماء لأنه لا بيان لصوتها ويقال: رجل أعجم إذا كان في لسانه عجمة قَالَ كثير:

وما زال كتمانيك حتى كأنني ... برجع جواب السائلي عنك أعجم

لأسلم من قول الوشاة وتسلمي ... سلمت وهل حي على الناس يسلم

وأخبرنا ابن مالك أخبرنا الدغولي عن المازني أخبرنا الأصمعي قَالَ: جمعنا بين أبي عمرو بن العلاء وبين مُحَمَّد بن مسعر الفدكي فَقَالَ أَبُو عمرو ما تقول قَالَ: أقول إن اللَّه وعد وعدا وأوعد إيعادا فهو منجز إيعاده كما هو منجز وعده فَقَالَ أَبُو عمرو: إنك رجل أعجم لا أقول أعجم اللسان ولكن أعجم القلب إن العرب تعد الرجوع عَنِ الوعد لؤما وعَنِ الإيعاد كرما وأنشد:

فإني وإن أوعدته أو وعدته ... ليكذب إيعادي ويصدق موعدي ٢

ويقال: رجل أعجم إذا كان في لسانه عجمة وإن كان من العرب ورجل أعجمي وعجمي إذا كان أصله من العجم وإن كان فصيح اللسان.

قَالَ الفراء: ويقال: رجل أعرابي إذا نسب إلى أَنَّهُ من أعراب البادية وعربي إذا نسبته إلى آبائه من العرب فإذا كان يتكلم بالعربية وهو من العجم قلت عرباني.


١ الديوان "٦٢٨" وتقدم في الجزء الأول لوحة "٢٤٦".
٢ اللسان والتاج "وعد" وروي الشطر الثاني فيهما "لأخلف إيعادي وأنجز موعدي".
وعزي لعامر بن الطفيل وهو في ديوانه يرواية اللسان.

<<  <  ج: ص:  >  >>