للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من حديث يزيد بن هارون عن عبد الحميد عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ سمعت ابن غنم يحدث به عائذالله بن عمرو.

قوله: أخمر وأجمر كلاهما متقاربان والمعنى أوفر ما كانوا وأكثرهم عددا إلا أن أخمر بالخاء أحسنهما وهو مأخوذ من قول الرجل دخلت فِي خمار الناس أي فِي دهمائهم وجماعتهم.

قَالَ الكسائي يقال دخلت في خمار الناس وخمار الناس وخمر الناس أي جماعتهم وكثرتهم والخمر كل ما واراك وسترك من شجرة وغيره ولهذا ١ المعنى سميت الخمر وذلك لأنها تخمر في إنائها أي تغطي ويقال إنما سميت خمرا لأنها تخمر عقل شاربها أي تستره وتغطية.

وإما أجمر بالجيم فهو من قول العرب: جمر القوم وتجمروا إذا تجمعوا.

قَالَ الأصمعي: تَجَمَّرَ بنو فلان أي اجتمع بعضهم إلى بعض وأنشد:

إذا الجمار أقبلت تجمر

ويقال: صار بنو فلان جمرة ٢

وجمرات العرب: أحياء لهم عدد وبأس. قَالَ المبرد: لقبوا بالجمرات لأنهم تجمعوا في أنفسهم ولم يدخلوا معهم غيرهم.

قَالَ: وإنما سمي موضع الحصى بمنى الجمار لاجتماع الحصى فيه وواحدة الجمار / جمرة. قَالَ: ومن [١١٩] ثُمَّ قيل في المغازي لا تجمروهم فتفتنوهم أي لا تجمعوهم في المغازي


١ د: "وبهذا المعنى".
٢ اللسان والتاج "جمر" برواية "إذا الجمار جعلت تجمر" ولم يعز.

<<  <  ج: ص:  >  >>