للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: فإذا هي خضراء أي سوداء والخضرة عند العرب السودا قَالَ الفضل بن العباس اللهبي ١:

وأنا الأخضر من يعرفني ... أخضر الجلدة من بيت العرب ٢

افتخر بسواد لونه لأنه يدل على صراحة النسب وإن لم تعرق فيه الإماء.

ويقال أَنَّهُ أراد بخضره الجلد ما هو فيه من الخصب وسعة العيش ومنه قول النابغة:

يصونون أبدانا قديما نعيمها ... بخالصة الأردان خضر المناكب ٣

قَالَ الأصمعي: يعني بذلك ما هم فيه من الخصب قَالَ ومن هذا قولهم أباد اللَّه خضراءهم أي خصبهم وسعتهم فأما قول حسان:

أو من بني عامر الخضر الجلاعيد ٤

فيقال أَنَّهُ شبههم في جودهم بالبحور والبحر أخضر.

وَقَالَ ابن الأنباري للخضرة في كلام العرب معنيان أحدهما أن يكون مدحا والآخر أن يكون ذما فإن كان مدحا فمعناه كثرة الخصب وسعة العطاء.


١ من د, ح.
٢ في التاج "خضر" والجمهرة "٢/ ٢٠٩" وجاء فيها: يريد أنه من خالص العرب لأن ألوان العرب السمرة والأدمة, يقول: أنا في صميمهم وخالصهم, وفي الكامل للمبرد "١/ ٢٥٣" ورسائل الجاحظ "٧١" ومعحم المرزباني "٣٠٩" والأضداد "٣٣٥" وكنايات الجرجاني "٥١" ونسب في كل هذا للفضل بن العباس اللهبي. وفي اللسان "خضر" عزى لعتبة بن أبي لهب وذكره في المقاييس "٢/ ١٩٥" دون عزو.
٣ الديوان "٦٣" وشعراء النصرانية "٢/ ٦٤٨" برواية "يصونون أجسادا طويلا نعيمها".
٤ الديوان "٣٤٥" وصدره "أوفى الذؤابة من بيم وإخوتها".

<<  <  ج: ص:  >  >>