للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: جفل سمكا أي رمى به وألقاه إلى الساحل يُقَالُ جفلت الريح السحاب إذا قطعته وذهبت به.

قَالَ أَبُو حاتم وكان رؤبة بن العجاج يقرأ "فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَالا"١ قَالَ وكان لا يعرف اللغة الآخرة يعني أجفأت القدر بزبدها قَالَ الشاعر ٢:

وإن سناء اللئام الغني ... فإن زال صاروا غثاء جفالا

ويقال جفل البعير سنامه إذا قلبه من عظمه قَالَ أَبُو النجم:

بجفلها كل سنام مجفل ٣

وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ رَوَى حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ يَهُودِيًّا حَمَلَ امْرَأَةً مُسْلِمَةً عَلَى حِمَارٍ فَلَمَّا خَرَجَ بِهَا مِنَ الْمَدِينَةِ جَفَلَهَا ٤ عَنْ رَحْلِهَا ثُمَّ تَجَثَّمَهَا لِيُنْكِحَهَا فَأُتِيَ بِهِ عُمَرَ فَقَالَ مَا على هذا عاهدناكم فقتله ٥.

يريد أنه دفعها فقلبها عن الحمار.


١ سورة الرعد: "١٧".
٢ ط, د: "المتلمس" ولم أقف على البيت في ديوانه ط معهد المخطوطات العربية.
٣ س: "يجفلهاكل سنام مجفل" من أجفل, وفي اللسان "جفل" برواية "يجفلها" من باب ضرب وجاء في الشرح: يريد يقلبها سنامها من ثقل إذا تمرغت ثم أرادت الاستواء قبلها ثقل أسنمها. وقال في المحكم: معناه أن يصرعها سنامها لعظمه كأنه أراد كل سنام منها مجفل وبالغ بكل كما تفول: أنت عالم كل عالم. وفي التاج "جفل": وسنام مجفل كمنبر: ثقيل وأورد الرجز وهو في الطرائف الأدبية "٥٩".
٤ د: "جعلها".
٥ أخرجه عبد الرزاق في مصنفه "٦/ ١١٤ – ١١٥" وفي "١٠/ ٣٦٣" عن عوف بن مالك قصة شبيها تهذه بلفظ "نخس بامرأة مسلمة" والبيهقي في سننه "٩/ ٢٠٩" عن سويد عن غفلة بلفظ "فنخس الحمار ليصرعها" وذكره الحافظ في المطالب العالية "٢/ ١٧١".
والحديث في الفائق "جفل" "١/ ٢٢١".

<<  <  ج: ص:  >  >>