للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعضهم بعضا في القتال. ومن هذا قول اللَّه تعالى: {وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} ١ أي تناول التوبة وأنشد الفراء:

فهي تنوش الحوض نوشا من علا ٢

فأما التناؤش مهموزا فمعناه التأخر وقد قرئ "وَأَنَّي لَهُمُ التَّنَاؤُشُ" بالهمز أي التأخر والرجوع وأنشدوا:

تمنى أن تؤوب إلي مي ... وليس إلى تناؤشها سبيل

وَقَوْلُهُ: أهاوشهم الأصل في الهوش الفساد والاختلاط ومنه هوشات / السوق. [٢٠٥]

وَقَالَ بعض أهل اللغة في قول العامة شوشت على الرجل أمره إنما هو هوشت أي خلطت وأفسدت والعرب تقول جاءوا بالهوش والبوش أي بالجمع الكثير المُختلف. قال ومنه الحديث: " من جمع مالا من تهاوش أذهبه اللَّه في نهابر" ٣ أي في هلاك.

قَالَ: وأصحاب الحديث يقولون: من نهاوش وإنما هو تهاوش بالتاء


١ سورة سبأ: "٥٢".
٢ اللسان والتاج "نوش" وعزي لغيلان بن حريث وجاء بعده:
نوشا به تقطع أجواز الفلا
٣ ذكره العجلوني في كشف الخفاء "٢/ ٣١٣" بلفظ "نهاوش" وبلفظ "تهاوش" أيضا والذهبي في الميزان "٣/ ٢٥٣" في ترجمة عمرو بن الحصين وسبأتي تخريجه في آخر الكتاب وفي الفائق "هوش" "٤/ ١١٨" بلفظ: "من أصاب مالا من مهاوش أذهبه الله في نهاره".
وجاء في الشرح: أي من غير وجوه الحل من التهويش وهو التخليط كأنه جمع مهوش وروي تهاوش بالتاء جمع تهواش وهو من هشت مالا حراما أي جمعته وروي تهاوش بالنون فإن صحت فهي المظالم والإجحافات بالناس من قولهم: نهشه إذا جهده. وي القاموس "التهابر": النهابر والنهابير: المهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>