للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحتج لذلك, ويقول: إنما هم فيئنا وعبيدنا، فإذا أسلم عبد الرجل، فهل يُسقِط عنه الإسلام الضريبة.

قال: وكان خالد بن عبد الله يخطب به فيما يحكى عنه على المنبر, قال: ولهذا استجاز من استجاز من القراء الخروج عليه مع ابن الأشعث.

وقال بعضهم: إنما فعلوا ذلك "٢٦٨" لإعظامه القول عند ذكر قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا} ١, وتقديمه طاعة ظَلَمَة بني أمية على طاعة الله عز وجل.

حدثني إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْعَنْبَرِيُّ، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن سهم، أخبرنا ابن أبي سمينة، أخبرنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الأعمش، سمعت الحجاج يخطب, وهو يقول: "إذا قلت لكم اسمعوا الله وأطيعوا ففيها مَثْنَوِيَّة, وإذا قلت لكم: اسمعوا وأطيعوا لعبد الملك بن مروان, فليس فيها مَثْنَوِيَّة, والله لو قلت لكم: إن تخرجوا من هذا الباب فخرجتم من غيره كفرتم، هؤلاء الحمران يقولون: لا يسقط حجر من السماء حتى يحدث الله أمرًا، أيم الله لئن بقيت لهم لأُبِيدَنَّ خَضْرَاءَهُم"٢.

قال أبو بكر بن عياش: فعظم ذلك عندي، فحدثت به عاصم بن بهدلة, قال: وأنا سمعته يخطب بهذا.


١ سورة التغابن: ١٦.
٢ تهذيب تاريخ ابن عساكر: ٦٩/ ٤ مختصراً، والبداية والنهاية: ١٢٩/ ٩, بدون الجملة الأخيرة، والعقد الفريد: ١١٧/ ٤، ومروج الذهب: ١٥١/ ٣, وفيه "عذيري من أهل هذه الحمراء، يلقي أحدهم الحجر إلى الأرض، ويقول: إلى أن يبلغها يكون فرج الله ... ".

<<  <  ج: ص:  >  >>