للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكل فتى وإن أمشى وأثرى ... ستخلجه عن الدنيا منون ١ ٢٧٥

وأما قوله: ألم ترض أني لم أستعبدك؟، فإن العرب كانت تستعبد أولاد الإماء, وكانت هاجر أم إسماعيل أمة لأم إسحاق.

* جاء في الحديث: "ما أطلى نبي قط ٢".

قال ثعلب: أنا ابن نَجْدَة، عَنْ أَبِي زَيْدٍ قال: معناه: ما مال إلى هوى قط.

قال أبو سليمان: الأصل فيه أن تميل عنق الإنسان, وتصغى إلى أحد الشقين, يقال: أطلى الرجل: إذا مالت عنقه للموت, وأنشد يعقوب:

رأيت أباك قد أطلى, ومالت ... عليه القشعمان من النسورِ ٣

* جاء في الحديث: "إن الله يبغض الشيخ الغِرْبيب"٤.

الغِرْبيب: الأسود, ومنه قوله تعالى: {وَغَرَابِيبُ سُودٌ} ٥, وإنما


١ اللسان، التاج: "مشى", وعزي للنابغة الذبياني ضمن ثلاث أبيات وهي:
فكل قرينة ومقر إلف ... مفارقة إلى الشحط القرينُ
وكل فتًى وإن أثرى وأمشى ... ستخلجه عند الدنيا منونُ
وكل فتًى بما عملت يداه ... وما أجرت عوامله رهينُ
وليست في ديوانه "ط بيروت"، وفيه قصيدة على الوزن والقافية ليس فيها هذه الأييات.
٢ الفائق: "طلى": ٣٦٧/ ٢, والنهاية: "طلى": ١٣٧/ ٣.
٣ الفائق: "طلى": ٣٦٧/ ٢ دون عزو, وفي اللسان، التاج: "طلى": وقبله:
وسائلة تسائل عن أبيها ... فقلت لها: وقعت على الخبيرِ
٤ ذكره العجلوني في: كشف الخفاء: ٢٤٨/ ١, عن أبي هريرة مرفوعًا, وعزاه للديلمي.
وذكره السيوطي في: الجامع الكبير: ١٨٢/ ١, بلفظ: "إن الله يبغض الشيخ الغريب", وهو تحريف من الغربيب, وعزاه للديلمى أيضا.
٥ سورة فاطر: ٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>