للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَموْها بأثوابٍ خِفَافٍ فلَنْ تَرى ... لها شبها إلا النعام المنفرى ١

أراد بأبدانٍ خِفافٍ

وقال آخر:

عي كُلُّ فَضْفَاضِ القَمِيص كأنه ... إذا ما سَرَى فيه المُدامُ فَنِيقُ ٢

وقد يكون فيه وجهٌ غَيرُ هذا وهو أن يكون الوِسادُ كنايةً عن موضع الوِسادِ من رأسِه وعُنُقِه يَدُلّ عَلَى صِحَّة هذا المعنى قَوْلُهُ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ "إِنَّكَ إِذًا عَرِيضُ الْقَفَا" ٣

حَدَّثَنِيهِ خَلَفُ ٤ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَيَّامُ ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَعْقِلٍ نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْجُعْفِيُّ عَنْ قُتَيْبَةَ عَنْ جَرِيرٍ عَنْ مُطَرِّفٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ أَهُمَا الْخَيْطَانِ قَالَ: "إِنَّكَ لَعَرِيضُ القفا إن أبصرت الخيطين".

وعرض ٥ القفا يُتَأَوّلُ عَلَى وَجْهَين أحدهما أن يكون كناية عن الغَباوَةِ وسلامة الصَّدر يقال للرجل الغبِيّ إنّه لعَرِيض القفا والوجه الآخر أن يكون أراد إنك غَلِيظ الرَّقبةِ وافر اللحم لأَنَّ مَنْ أكل بعد الصبح لم ينْهَكْه الصَّومُ ولم يَبن ٦ له أثرٌ فيه وقد بين أن الخيط الأبيض إنما


١ س: "رموها بأبدان". وفي ح: "رمونا بأثواب". والمثبتمن م. والبيت في اللسان والتاج "ثوب" كما في رواية م وجاء في التاج: نقل شيخنا عن السهلي أنه قد تطلق الأثواب على لابسيها.
٢ الكامل للمبرد ١/ ٤٠ وعزي "لطخيم بن أبي الطحماء الأسدي ".
٣ أخرجه البخاري ٦/ ٣١.
٤ س: "خالد بن محمد الخيام" والمثبت من م, ط,
٥ ت: "وعري القفا".
٦ ت: "ولم يكن له أثر فيه".

<<  <  ج: ص:  >  >>