للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ هَاشِمٍ نا الدَّبَرِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ عَنْ مَكْحُولٍ.

قوله: أَغَرُّ غُرَّةً فيه وَجْهان أحدهما أن يكون من غُرَّةِ البَياضِ ونُصوع اللون وذلك أنّ الأَيْمَةَ وطُولَ التَّعْنِيس يُحيِلان اللون ويُبْلِيان الجِدَّة والوجه الآخر أن يكونَ من حسن الخُلُق والعِشرة ويَشْهد لذلك قولُه: في رواية أُخْرى: "عليكم بالأَبكار فإنهن أَغرُّ أخلاقًا وأَرضَى باليَسِير" ١

وغُرَّةُ كل شيء خِيارُه يقال هذا غُرَّةُ المَتَاعِ وغُرَّةُ العَبِيد وقد يُكْنى بها عن المحاسن والمكارم ومنه قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إيَّاكم ومُشَارَّةَ الناس فإنها تَدفِنُ الغُرَّة وتُظْهِر العُرَّةَ" ٢. ووجه ثالث إن ساعدته الرِّواية وهو أن يقال فإنهن أغَرُّ غِرَّةً بكسر الغَين يريد أَنَّهنّ أبعد من معرفة الشَّرِّ وأَقَلُّ فِطْنَةً له.

فأما حكمه في الجنين بِغُرَّة فإن تِفْسير عامَّةِ العلماء ٣ لها أَنّها عَبْدٌ أو أَمَة من غَيْر تقْييد له بصفة وذهب بعضُهم إلى أَنه أراد الخِيارَ من العَبِيد والإماء دون الأراذل ٤ منهم.


١ أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ٦/ ١٦٠ مرسلا, ولم يذكر الجملة الأخيرة, وهي موجودة في رواية ابن ماجه المتقدم.
٢ أخرجه السيوطي في الجامع الصغير وعزاه للبيهقي, انظر فيض القدير ٣/ ١٢١, والفائق "غرر" ٣/ ٦٢, وجاء فيه: والعرة: القذر, فاستعيرت للعيب والدنس في الأخلاق وغيرها, فقالوا: فلان من العرر. والمعنى أنهم إذا نالهم منك مكروه كتموا محاسنك ومنقبك وأبوا مسوئك ومثالبك.
٣ س, ط, ح: "العامة", والمثبت من م, ت.
٤ ح: "الأرذال".

<<  <  ج: ص:  >  >>