للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: سَجَع ذَلِكَ المَسْجَع معناه سَلَك ذَلِكَ المَسْلَك أو ذَهَب ذَلِكَ المذهب أو نحو هذا من الكلام وأصلُ السَّجْع القَصدُ لجهةٍ واحدة قَالَ ذو الرُّمَّة:

قَطعتُ بها أَرضا تَرَى وجه رَكْبها ... إذا ما علَوْها مُكفَأ غيرَ ساجِعِ ١

أي غير قاصِد ومنه سَجْع الكَلامِ وهو أن تَأتَلِفَ أواخِرُه عَلَى نَسقٍ واحد وكذلك سَجْعُ الحمامة إذا صَدحَت وهو مُوالاة الصّوت عَلَى نَمَط واحد ومثله سَجْع الإِبِل إذا حَنَّت قَالَ متِّمم بن نُوَيْرَة:

فَما وَجْد أَظآر ثلاثٍ رَوائمٍ ... رأيْن مَجَرًّا من حُوارٍ ومَصْرعَا

يذكِّرن ذا البَثِّ الحَزينَ بِبَثِّه ... إذا حَنَّت الأولى سَجَعْن لَهَا مَعَا ٢

-وفي الحديث من الفِقْه كَراهَةُ وَطْءِ الحَبالي من السَّبْي وَقَدْ رُوِيَ فِي بَعْضِ الْحَدِيثِ: "لا يَسْقِيَنَّ أَحَدُكُمُ مَاءَهُ زَرْعَ غَيْرِهِ" ٣: أَيْ يَطَأَنَّ حَامِلا مِنْ غَيْرِهِ

وفيه أيضًا من الفقه أَنَّ الحملَ في الآدميات عَيبٌ تُردُّ به الجاريةُ وأَنَّها مخالِفَة للمَواشي والدوابِّ


١ اللسان والتاج "سجع" والديوان /٣٥٩.
٢ المفضليات/٢٧٠
٣ أخرجه أبو داود في النكاح, باب وطء السبايا ٢/ ٢٤٨, والإمام أحمد في مسنده ٤/ ١٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>