للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَكفْكَفْتُ منِّي عَبرَةً فَرددتُها ... عَلَى النحر منها مستهل ودامع ١

لا يكاد يوجَد ذَلِكَ إلا في المُضَعَّف وقد جاء حَرْفان شاذَّان نَخْنَخْتُ البعيرَ من أنَخْتُه وفي بعض الأمثال: "تَعَظْعَظِي ثُمَّ عِظِي"٢

وقوله: "هي أحبُّ إليَّ منك" معناه أَنها أقربُ إلَيَّ وأَلْوَطُ بالقلب منك وهذا كقول أبي بكر حين قَالَ ما عَلَى الأرض أحدٌ أحبُّ إليَّ من عُمَر ثُمَّ قَالَ اللهُمَّ والولَدُ أَلْوَطُ ٣: أي ألصَقُ بالقَلْبِ.

وقوله: أنتَ أعزُّ عليّ معناه أنتَ أعْظمُ قَدْرًا وأَرفَعُ مَحَلًا وتَحقيقُهُ أنتَ أشَدُّ فَقْدًا وأَصْلُ العِزِّ الشِّدَّةُ والمَنَعَةُ

ومنه قولك للرَّجْل عَزَّ عَلَيَّ ما أَصَابَكَ أي اشتَدَّ عَلَيَّ ذَلِكَ وأنشد أبو عَمرو الشَّيبانِيّ:

أُجُدٌ إذا ضَمَرَت تَعَزَّزَ لَحمْها ... وإذا تُشَدُّ بِنِسْعَةٍ لا تَنْبِسُ ٤

يريد أنها إذا هُزِلَت صَلْب لحُمها ولم يَسْترخِ جلدُها.

وقال أبو كبير الهُذَلِيُّ يَصِفُ العُقابَ:

حتى انتَهَيْتُ إلى فراش عَزِيزَةٍ ... سوداءَ رَوْثَةٌ أَنْفِها كالمِخْصَفِ ٥

سمّاها عَزيزةً لأنّها من أقوى الجوارِح وأَشَدِّها بأْسًا ومن هذا قَولُهم مَنْ عَزَّ بَزَّ ٦: أي مَنْ غَلَبَ سَلَب قَالَ الله تعالى: {وَعَزَّنِي فِي


١ الديوان /١٦٣.
٢ اللسان "وعظ", وجمهرة الأمثال ٢/ ٢١٣, والممستقصي ٢/ ٢٥٧. وروايته في جميعها "لا تعظعني وتعظعظي": أي اتعظي ولا تعظيني. قال الأزهري: وقوله: وتعضعضي وإن كان كمكرر المضاعف فأصله من الوعظ.
٣ ذكره السيوطي في تارخ الخلفاء/١٢٠, وعزاه لابن عساكر.
٤ اللساهن والتاج "عزز", وعزي للمتلمس, وهو في ديوانه /١٨٠.
٥ شرح أشعار الهذليين ٣/ ١٠٨٩.
٦ سبق في اللوحة ٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>