للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذلك أَنَّهُ قد علم أَنَّهُ غيرُ صادق في قوله: وأَنّه إنّما أظهر كلمة الإسلام رَغْبةً أو رهبة ألا تراه حين استطْعَمه واستسْقاه هذه حاجَتْك فأمّا اليوم فقد انْقَطَع الوحْيُ ولا سبيلَ إلى علم ما في الضمائر فَمنْ أظهر الإسْلام قُبِل منه ووُكِلَتْ سريرَتُهُ إلى ربّه.

فَأَمَّا حَدِيثُهُ الآخَرُ أَنَّهُ أَسَرَ ثُمَامَةَ بْنَ أُثَالٍ فَأَبَى أَنْ يُسْلِمَ قَصْرًا فَأَعْتَقَهُ فَأَسْلَمَ ١.

حَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْمَكِّيِّ أنا الصَّائِغُ نا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ نا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ففيه دليل عَلَى أن للإمام أن يُمنَّ عَلَى الأَسِير من غير فِداءٍ ولا مَال.

وقولهُ: قَصرًا معْنَاهُ حَبْسًا عَلَيْهِ وإجْبارًا يُقال: قَصَرتُ نَفْسِي عَلَى الشيء إذا حَبسْتَها عَلَيْهِ ٢.ومِنْ هذا قوله تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} ٣. أي مَحْبُوساتٌ عَلَى أَزْواجِهنّ مُخدَّرات.

وَمِنْهُ حَدِيثُ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُبَيْدٍ ٤ الأَشْهَلِيَّةِ أَنَّهَا أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّا مَعْشَرَ النِّسَاءِ مَحْصُورَاتٌ مَقْصُورَاتٌ قَوَاعِدُ بُيُوتِكُمْ وَحَوَامِلُ أَوْلادِكُمْ فَهَلْ نُشَارِكُكُمْ فِي الأَجْرِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ


١ أخرجه سعيد بن منصور في سننه ٢/ ٢٥٢ بلفظ: "وإن أسلم قصرا فلا" وقد أخرجه البخاري في ٥/ ٢١٥ ومسلم ٣/ ١٣٨٦ وأبو داود في مسنده ٢/ ٢٤٦/٤٥٢ في قصة إسلام ثمامة بألفاظ متقاربة ولم يذكروا: "فأبى أن يسلم قصرا".
٢ ت: "قصرت نفسي عن الشئ إذا حبستها عنه".
٣ سورة الرحمن: ٧٢.
٤ لاتوجد في الصحابيات واحدة بهذا الاسم ولعله تحريف والصواب: "أسماء بنت يزيد الأشهلية".

<<  <  ج: ص:  >  >>