للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا كالحديث الآخر أَنَّهُ سُئِلَ عمّنْ صامَ الدَّهْرَ فَقَالَ: "لا صامَ ولا أَفْطرَ" ١.

وأخبرني الحَسَن ٢ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ نا إِسْحَاقُ بن إبراهيم نا أَبو داود المَصَاحفيّ قَالَ: قَالَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيل.

قوله: "لا صَامَ ولا أَفْطَر" دُعاءٌ عَلَيْهِ ولو أراد الإِخْبَار لقال لم يَصْم ولم يُفْطر. وقال أبو سُليمان وقد يجوز أن يكون معناه الإِخبار كقوله تَعَالَى: {فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى} ٣. قَالَ أُميَّةُ بنُ أَبِي الصَّلت:

إِن تَغْفِر اللَّهُمَّ تَغفِرْ جَمَّا ... وأَيُّ عَبْدٍ لك لا أَلمَّا ٤

وقال آخَرُ:

زَنَّا عَلَى أبيهِ ثم قتله ... فأي فعل سيئ لا فَعَلَهْ ٥

وصِيام الدهر المنهيّ عَنْهُ أَن يَسْرُدَ الصَوْمَ فلا يُفْطر الأَيّامَ الخمْسَة المنهيّ عَنْ صَيامها. وهي العِيدان وأيّام التَّشْريق. فأمّا مَنْ أفْطَرَها وصامَ ما عَداها من أَيَّام الدّهر فليس بصيام الدهر المنهي عنه.


١ أخرجه مسلم ٢/ ٨١٩ والترمذي ٣/ ١٣٨ والنسائي ٤/ ٢٠٦ وأبو داود ٢/ ٣٢١ وغيرهم.
٢ ط: "الحسين بن عبد الرحيم".
٣ سورة القيامة: ٣١.
٤ اللسان والتاج "لمم" وشعراء النصرانية ٢/ ٣٢٥.
٥ اللسان والتاج "زنا":
لا هم إن الحارث بن جبله ... زَنَّا عَلَى أبيهِ ثُمَّ قَتلَهْ
وزنا عليه: ضيق وأصله: زنا وترك الهمزة للضرورة. وجاء الرجز ومعه ثلاثة أبيات أخرى في مادة "زنا" من اللسان وعزي للعفيف الْعَبْدِيِّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>