للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَا هَذَا الَّذِي أَرَى فَقَالُوا: لقينا منه الْبَرْحَ ١. فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ.

يَرْوِيهِ أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيِّ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنُ عَمَّارٍ عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الأكْوَعِ عَنْ أَبِيهِ.

قولُه: أرشُقُهُ يُريدُ أَرْمِيه. يُقالُ إذَا رَمَى أَهْلُ النِّضال شوطا ثُمَّ عَادُوا قد رشَقُوا رَشْقًا والاسْمُ منه الرِّشْقُ بكسر الراء ونُغْضُ الكَتِف فَرعُ الكَتِف وسُمِّي نُغْضًا لأنّه يَنْغَضُ من الإنسان إذَا أَسْرَع أي يتحرّكُ منه. يُقالُ أَنْغضَ الرَّجُلُ رأسَه إذَا حرَّكه.

وقوله: اليَوْم يَومُ الرُضَّع يُريدُ اليَوم يَوْم هلاكِ اللِّئام. من قولهم: لَئيمٌ رَاضِعٌ وهو الَّذِي يَرْضَع الغَنَم لا يَحْلُبَها فيُسْمع صَوْتُ الحَلَب. قَالَ الشاعر:

لا يَحْلُبُ الضَّرْعَ لؤمًا في الإناء ولا ... يُرَى لَهُ في نَواحِي الصَّحْن آثارُ

والبُرْدَةُ شَمْلَةٌ من صُوفٍ مُخطَّطَة وجَمْعُها بُرَدٌ. والآرام الأَعْلامُ من الحجارة يُهْتدَى بها واحِدُها إِرَمٌ. كَانَ يُعلِمُ عليها ليَعْرِف مكانَها فيَلْتَقطَها عند انصرافه. قال الكميت:

واستشتت بنا مصَادِرُ شَتّى ... بعْدَ نَهْج السبيل ذي الآرام ٢

وقوله: وَهُمْ يتَضَحَّوْن أي يتَغَدَّوْنَ. والضّحاءُ الغَداءُ. والقَرْنُ جُبَيْل منفرد والبَرْحُ شِدَّةُ الأَذَى. ومنه قولُهُم برَّحَ بي الأَمْرُ. قَالَ جريرٌ:

ما كُنْتُ أوَّلَ مَشْعُوفٍ أَضَرَّ بِهِ ... بَرْحُ الهَوَى وعذابٌ غيرُ تقتير ٣


١ أخرجه مسلم في الجهاد ٣/ ١٤٣٣ في حديث طويل وأحمد في مسنده ٤/ ٥٢.
٢ لم أقف عليه في ديوانه ط /بغداد.
٣ الديوان /٢٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>