للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَانَ ابْنُ السَّمَّاكِ يَرْوِيهِ ذَا الشَّرَفِ النَّوَى بِفَتْحِ الشِّينِ وَالرَّاءِ فِي الشَّرَفِ وَفَتْحَ النُونَ فِي النَّوَى وَقَصْرَهُ عَلَى وَزْنِ اللَّوَى وَهَكَذَا يَرْوِيهِ أَكْثَرُ الْمُحَدِّثِينَ.

وأخبرني أبو بَكْر القَفَّال عَنْ محمد بْن جَرِير الطَّبري أنّه رَوَاه أيضًا كذلك وفسّره فَقَالَ النَّوى البُعْدُ والنَّوَى جَمْعُ النَّواةِ.

قَالَ أبو سليمان: والرِّوايةُ والتَّفسيرُ معًا غَلَطٌ وإنّما هُوَ النِّواءُ مَكسورة النُّون مَمدُودة الأَلف عَلَى وَزْن الرِّواءِ وأنشدنيه أبو عُمَر:

أَلا يَا حَمْزَ ذَا الشُّرُفِ النِّوَاءِ ... وَهُنَّ مُعَقَّلاتٌ بِالفِناءِ ١

القصيدة إلى آخرها.

والشُّرُف جَمْعُ الشَّارِف وهي المُسِنَّةُ من النّوقِ وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا أَنَاخَ بِكُمُ الشُّرُفُ الْجُونُ" قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الشُّرُفُ الْجُونُ قَالَ: "فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ" ٢.

قَالَ ابن الأنباري: الشرف هاهنا فِتَنٌ تَتَّصِل أوْقاتُها وتَطُولُ أزمانُها حتى تصير كالشُّرُفِ من الإِبِل وهي النُوقُ المَسَانُّ والنِّواءُ السِّمانُ. والنَّيُّ السِّمنُ. قَالَ الأصمَعيُّ يُقالُ نَوت الناقةُ تَنْوِي فَهيَ ناوِيَةٌ وهُنَّ نِوَاء. وقال يَعْقُوب نَوتْ نِوايَةً ونَوايةً.

قَالَ الراجِزُ:

لطَالَ مَا جَررْتُكُنّ جَرَّا ... حَتّى نَوى الأعجف واستمرا ٣


١ اللسان والتاج "شرف".
٢ أخرج الترمذي في ٤/ ٥٥٦ طرفا منه والإمام أحمد في مسنده ٢/ ٤١٨ , ٤٣٢.
٣ اللسان والتاج "جرر" دون عزو.

<<  <  ج: ص:  >  >>