للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَمِلٍ من العَمَل ولَبِثٍ من طُول اللُّبْث بالمكان. وقرأ بَعْضُهم: {لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً} ١. وقال ساعدَةُ بْن جُؤيَّة:

حَتّى شَآهَا كَلِيلٌ مَوْهنًا عَمِلٌ ... باتَتْ طِرَابًا وبات الّليلَ لم يَنمِ ٢

يُريدُ أَنَّ البَقر باتَتْ طرابًا إلى البرق وبات البَرْقُ لم ينم. والعَمِلُ من صفة البَرْق.

ويُقال رَجُل قِلْع بكسر القاف وسكون اللام ٣ والأَمْيَلُ مِثْلُ القَلِع وهو الَّذِي إذَا رَكَضَ الدَّابَّة مالَ سَريعًا فزال عَنْ مَتْنها.

وقال الأَعْشى:

نَحْنُ الفَوارِسُ يوْمَ الحنْوِ ضاحِيةً ... جَنْبيَ فُطَيْمَة لا مِيلٌ ولا عُزُلُ ٤

والأَمْيَلُ أيْضًا هُوَ الَّذِي إذَا رَكبَ كَانَ في شِقٍّ قَالَ الشاعر:

لم يَرْكَبُوا الخَيْلَ إلا بَعْدَ أَنْ هَرِمُوا ... فهم ثِقالٌ عَلَى أعجازها مِيلُ ٥

وحكى الأَصْمَعيُّ عَنْ أَبِي عَمْرو بْن العلاء قَالَ: رأيتُ رجُلًا رَاكِبًا وأبُوهُ يَمْشي فقلت أتركَبُ وأَبُوكَ يَمْشي فَقَالَ إنّه لا يَأتبِلُ أي لا يثْبتُ عَلَى الإبل ويُقالُ في ضدّ ذَلِكَ فارسٌ ثَبْتٌ إذَا كَانَ لا يَزُولُ عَنْ مَتْن فَرَسِه كما يُقالُ ثَبْتُ الجنَان إذَا كَانَ رابِطَ الجَأْشِ وأنشدني أبو عُمَر عن أبي العباس ثَعْلب:


١ سورة النبأ: ٢٣.
٢ م: "وبات البرق" والبيت في شرح أشعار الهذليين ٣/ ١١٢٩ برواية الكتاب وجاء في تفسيره: وبات الليل لم ينم: أي بات البرق يبرق ليلته.
٣ من ت, م.
٤ الديوان /١٤٩.
٥ اللسان والتاج "ميل" وعزي لجرير وهو في ديوانه /٣٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>