للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأول، كما إذا قال قائل: ما كان وقصده مثل معنى شعري شعري، فقال الآخذ: ما كان ما كان وأراد انتفاء ما كان بحيث كأنه لم يكن من أصله.

(من غير تغيير لنظمه) أي لتأليفه واختار النظم على التركيب وهو التركيب على حسب ما يقتضيه العقل لا التوالي في النطق، كيف ما اتفق، لأن السرقة إنما تكون لما له نظم وشأن، لا لما ركب كيف ما اتفق (فهو مذموم لأنه سرقة محضة) إبطال حق الغير وكذب محض ليس له تأويل صدق، كما يدل عليهما اسماه المذكوران بقوله (ويسمى نسخا) وهو في اللغة الإبطال (وانتحالا) وهو فيها ادعاء شيء لنفسه (كما حكي عن عبد الله بن الزبير) والزبير الشاعر، وهو غير عبد الله بن الزبير الصحابي المشهور أحد الأعلام، في القاموس، وهو القائل لعبد الله بن الزبير لما حرمه: لعن الله ناقة حملتني إليك، فقال: إن وراكبها، وفي الإيضاح الزبير مع اللام، ويوافقه القاموس (إنه فعل بقول معن بن أوس) المزني [إذا أنت لم تنصف] من الإنصاف وهو العدل [أخاك] أخوة الصداقة أو النسب [وجدته] [على طرف الهجران إن كان يعقل] (١) من باب ضرب أي إن كان يبقى عقله بعد ظلمك وفيه إشارة إلى أنه يصير مجنونا بظلمك وبهجران نفي عقله.

[ويركب حدّ السّيف] (٢) أي يرضى بأن يقتل بالسيف أو يرتكب ما هو بمنزلة القتل به.

[من أن تضيمه] أي من أجل ضيمك أي ظلمك فمن للأجل كما في قول الشاعر [من أجلك بالتي تيّمت قلبي] وفي الشرح بدل من أن تظلمه فجعل من للبدل [إذا لم يكن عن شفرة الضّيف] أي على ما في الصحاح [مزحل] (٣) أي مبعد سوى قبول الضيم، يقال: زحل من باب منع زحولا أي بعد، والمزحل


(١) قوله: «لم تنصف» بمعنى لم تعدل معه وتوفه حقه، وطرف الهجران: جانبه، والإضافة بيانية.
(٢) المراد بحد السيف ما يتحمله من الشدائد على سبيل الاستعارة، و «من» في قوله: «من أن تضيمه» للبدل أو للتعليل، والضيم: الظلم، وشفرة السيف: حده، والمراد به ما يتحمله من الشدائد أيضا، والمزحل: المبعد.
(٣) حد السيف: طرفه القاطع، شفرته: المراد به الصعب المؤلم من الأمور مجازا. تضيمه: تظلمه. مزحل:
منأى أي مكان النأى وهو البعد. انظر البيتين في الإيضاح: (٣٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>