للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منه، والتصغير للقريب، فينافي قوله: (عصر حان) أي قرب (مشيب)؛ لأن المشيب خلاف الشباب، ولهذا قيل المراد: بعيد أكثر زمان الشباب أي: حين كاد ينصرم الشباب، وقرب المشيب أوصل المراد بالمشيب (ألجومة) (١)، وقوته (يكلّفني) التكليف: الأمر بما يشق عليك، كذا في القاموس فتعديته بالمفعول الثاني بتقدير الباء أي: يكلفني بوصال (ليلى) وروى بالتاء الفوقانية بجعل ليلى فاعلا، قال الشارح: والمفعول محذوف إن: شدائد فراقها، وأقول الأنسب حينئذ أن يكون بين يكلفني وسط تنازع في قوله وليها، ويكون المعنى: يكلفني ليلى وحبها المفرط وليها (وقد شطّ) أي: بعد (وليّها) أي: قربها، وجوز الشارح أن يكون خطابا للقلب ويكون فيه التفات آخر من الغيبة إلى الخطاب ويجوز أن يكون خطابا على طبق «طحا بك»، فيكون الالتفات بتمامه في يكلفني،

[وعادت عواد بيننا وخطوب] (٢)

قال المرزوقي: عادت إما من المعاداة، كأن الصوارف والخطوب صارت تعاديه، ويجوز أن يجعل من عاد يعود، أي: عادت عواد، وعوائق كانت تحول بيننا إلى ما كانت عليه قبل هذا، والعوادي جمع العادية، وهي ما يصرفك عن الشيء، ويشغلك على ما في القاموس، ولك أن تجعل عاد من الأفعال الناقصة، أي: صارت عواد حائلة بيننا، وإن المعاداة بين العوادي في أخذ التكلم وشغلها، ولا يخفى لطف هذه النكتة على أهلها (وإلى الغيبة حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ) (٣) مكان بكم (ومن الغيبة إلى التكلم وَاللَّهُ


(١) كذا بالأصل، ولا أدري معناها ولعلها محرفة من النسّاخ.
(٢) البيتان في ديوانه (٣٣)، والإيضاح (٧٨)، والمصباح (٣٢)، المفتاح (١٠٧)، شرح المرشدي على عقود الجمان (١/ ١١٨)، معاهد التنصيص (١/ ١٧٣)، وطبقات الشعراء (١/ ١٣٩)، والشعر والشعراء (٢٢١)، والعمدة (١/ ٥٧).
وعلقمة بن عبدة: هو علقمة بن عبدة بن ناشرة بن قيس من بني تميم، شاعر جاهلي من الطبقة الأولى، كان معاصرا لامرئ القيس، وتوفي نحو ٢٠ قبل الهجرة.
انظر ترجمته في: الأعلام (٤/ ٢٤٧).
وقد انتقل من الخطاب في قوله: (بك) إلى التكلم في قوله: (يكلفني).
(٣) يونس: ٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>