للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُسْئَلُونَ (١) وقول الحماسي:

وننكر إن شئنا على النّاس قولهم ... ولا ينكرون القول حين نقول) (٢)

أي: نغير ما شئنا من قول غيرنا ولا يجسر واحد على تغيير ما نقول.

وقال الشارح المحقق: إنما قال: ويقرب لاختصاص البيت بالقول وعموم الآية كل فعل، ولك أن تقول: الشعر مختص بالناس، والآية تشتمل كل فاعل، ولا يخفى ما في ختم المعاني بهذا البيت من الغرابة والابتداع؛ حيث اعترض المصنف على السكاكي وغيره، والحمد لله الذي أنعم علينا نعمة البيان، فوفقنا لتوفية المعاني للحاضرين والغائبين من الإخوان، إلهي هب لنا معرفة واحد لا تعدد فيه بطرق مختلفة واضحة الدلالة، متباعدة عن التشبيه والتمويه، ونجنا بظهور الحقيقة عن الاطمئنان بالمجاز، ونجّنا بإيضاح كنايات البيان وتلخيصها عما يحول بيننا وبين المغاز، واجعل وجوداتنا المستعارة قرابين البقاء في الزلفى، ووفقنا للتيمن بسم الله الرحمن الرحيم من الأسماء الحسنى.

***


(١) الأنبياء: ٢٣.
(٢) البيت للسموءل اليهودي من قصيدة مطلعها:
إذ المرء لم يدنس من اللؤم عرضه ... فكل رداء يرتديه جميل
والبيت أورده القزويني في الإيضاح: ٢٠١، ومحمد بن علي الجرجاني في الإشارات: ٢٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>