للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(أو المجرور نحو: فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (١)) فإن العذاب قرينة استعارة البشارة للإنذار.

قال صاحب المفتاح: أو إلى الجميع، وفسر بالفاعل والمفعول والجار والمجرور فأشكل تمثيله بما مثّله به من قوله:

تقري الرياح رياض الحزن مزهرة ... إذا سرى النّوم في الأجفان أيقاظا (٢)

ويحتمل أن يكون هذا الإشكال مرموز قول المصنف في الإيضاح، وفيه نظر.

كما يحتمل أن يكون مرموزة النزاع في كون الجميع ككل واحد مدار القرينة، بل هو ملحق في الندور بما سوى هذه القرائن.

ووجه الإشكال: أنه لم يجمع قرينة البيت الفاعل والمفعول الأول والثاني، والجار والمجرور إذا لم يتعلق في الأجفان بقوله «نقري»، بل بقوله: قرينة على أن السّرى مستعار من السير بالليل، فقد جمع البيت جميع القرائن المذكورة لأن الكلام في قرينة استعارة واحدة كما لا يخفى على واحد.

ومنهم من قال: المراد بالجميع هو الأكثر، ونحن نقول: قابل الجميع بواحد من هذه الأمور مرادا به ما يجاوز الواحد من اثنين أو ثلاثة أو أكثر.

ففي البيت تمثيلان: تمثيل جميع من الفاعل والمفعول الأول والثاني باعتبار قوله نقري، وتمثيل جميع من الفاعل والمفعول في سرى.

ومن هفوات الشارح المحقق: تفسير الحزن بالسهل، وكأنه سهو من الناسخ، وكأن عبارته مقابل السهل، فسقط المضاف من قلم الناسخ، والأمر فيه سهل.

(وباعتبار آخر) غير اعتبار الطرفين والجامع والثلاثة واللفظ، وهو الذي سماه المصنف في الإيضاح التقسيم باعتبار الخارج أي: الخارج من أركان التشبيه، والمراد: خارج خاص واعتبار آخر خاص، وإلا فالأقسام باعتبار آخر مطلقا، أو باعتبار الخارج مطلقا لا تنحصر في الثلاثة فإن لها أقساما باعتبار


(١) آل عمران: ٢١.
(٢) أورده القزويني في الإيضاح؛ (٢٦٩)، والسكاكي في المفتاح (٤٩٢)، والرازي في نهاية الإيجاز (٢٤٤)، وبدر الدين بن مالك في المصباح (١٣٦)، والطيبي في شرحه على المشكاة: (١/ ١١٩) والعلوي في الطراز:
(١/ ٢٣٨) وفيه: أيقاظا بالفتح (أي فتح الهمزة) والأجفان: أكمام الزهر.

<<  <  ج: ص:  >  >>