للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مدارا على ما نقول.

(على الفاعل نحو: نطقت الحال بكذا) فإن النطق الحقيقي لا يثبت للحال (أو المفعول) المتبادر منه المفعول به (نحو) قول ابن المعتز في مدح أبيه حيث خلع المقتدر لفساده من الخلافة، ونصب وقام بالخلافة، كما ينبغي:

(جمع الحقّ لنا في إمام ... قتل البخل وأحيا السّماحا) (١)

هو بالفتح والكسر: الجود والكرم، كذا في القاموس. المراد هنا: الجود، فإن القتل والإحياء الحقيقيين لا يتعلقان بالبخل والجود، ولا يخفى أن الفاعل أيضا قرينة في أحيا؛ إذ لا يتأتى الإحياء إلا من الله تعالى، فجعل كلّا من القتل والإحياء مما القرينة فيه المفعول فقط مبني على الغفلة، ووصف في المفتاح بالمفعول الأول وهو غير معهود فيما لا تأتى له؛ فلذا تركه المصنف.

(ونحو) قول القطامي:

لم تلق قوما هم شرّ لإخوتهم ... منّا عشيّة تجري بالدّم الوادي

[(نقريهم)] أي: الإخوة (لهذميّات)] اللهذم: كجعفر: القاطع من الأسنّة، والظاهر أنه أراد باللهذميات: الطعنات والجراحات وإراقات الدماء باللهذم، وقد يحمل على نفس الأسنة، ويجعل الياء للمبالغة كما في احمري للأحمر.

ونبه بالمثال الثاني: أنها تدور القرينة على المفعول الثاني، أيضا فإنه القرينة على أن نقري استعارة عن اتصال اللهذميات إليهم من غير تغيير على وجه النشاط كما هو شأن الكريم المضياف.

تتمة البيت [نقدّ بها] القد: القطع المستأصل أو المستطيل أو الشق طولا [ما كان خاط عليهم كلّ زّراد] (٢) من زرد الدرع: نسجها.


(١) البيت في ديوانه: (١/ ٤٦٨)، وأورده القزويني في الإيضاح: (٢٦٩)، والسكاكي في المفتاح: (٤٩٢)، والرازي في نهاية الإيجاز وعزاه إليه: (٢٤٣)، وبدر الدين بن مالك في المصباح: (١٣٥)، والطيبي في شرحه على المشكاة: (١/ ١١٩).
(٢) انظر البيتان في الإيضاح: (٢٦٣)، والبيت الثاني: (٢٦٩)، والمفتاح: (٤٩٢).
اللهذم: السنان القاطع، القدّ: القطع، وسرد الدروع وزردها: نسجها.

<<  <  ج: ص:  >  >>