للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المصنف: أما ما يسميه بعضهم التعريف، وهو أن يؤتى في الكلام بمعان ملتئمة، وجمل مستوية المقادير أو متقاربة المقادير كقول من يصف سحابا

تسربل وشي من خزوز تطرّزت ... مطارفها طرزا من البرق كالتّبر

فوشي بلا رقم ونقش بلا يد ... ودمع بلا عين وضحك بلا ثغر (١)

وكبيت كقول ديك بالجن:

اخل وامرر وضرّ وانفع ولن ... واخشن ورش وابر وانتدب للمعالي (٢)

فبعضه من مراعاة النظير وبعضه من المطابقة.

هذا كلامه أقول: أولا في توضيح كلامه: التعريف مأخوذ من ثوب مقوف على صيغة المفعول، أي: رقيق أو مخطط بخطوط بيض على الطول.

والتسربل: لبس السربال، أي: القميص.

والوشي: اللباس المنقوش.

والخزوز: جمع خز.

وتطرزت: أخذ الطراز.

والمطارف: جمع مطرف، وهو الرداء من خز مربع له أعلام، والطرز جمع طراز، وهو علم الثوب.

ومعنى البيت: لبس السحاب قميصا منقوشا من خزوز عليها أردية مطرزة بالبرق، كالتبر والباقي ظاهر، إلا أن فيه أن تفرع دمع بلا عين، وضحك بلا ثغر على سابقه لا يظهر.

وديك الجن: عبد السّلام الشاعر، ومعنى بيته أحل: كن حلوا للأولياء، وأمرر: كن مرّا على الأعداء، وضر: المخالف، وانفع الموافق، ولن: كن لينا للملائم، خشنا للعنيف، ورش: أي أصلح حال من يختل حاله، وابر: أي انحت واقطع المفسدين من برى القلم نحته، وانتدب للمعالي: أي أحب يقال


(١) البيتان ينسبان لأبي العباس الناشىء أحد شعراء سيف الدولة، وللوزير المهلبي، وهما في الإيضاح (٣٠٧).
(٢) ديك الجن هو عبد السّلام بن زغبان الشاعر الوصاف الشعوبي، توفي سنة (٣٩٦ هـ) وانظر البيت في الإيضاح: (٣٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>