للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وابن (١) مالك، مستدلين بقوله -صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم-: "الأيدى ثلاث" (٢). وبقول الشاعر (٣):

يداك كفت إحداهما كل بائس ... وأخراهما كفت أذى كل معتد

أراد يد النعمة والجارحة.

قال ابن مالك: ويؤيد ذلك قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} (٤). فإن الواو إما عائدة على المعطوف والمعطوف عليه، أو على المعطوف وحده مستغنى بخبره عن خبر المعطوف عليه، وهذا ممتنع لأنه من الاستدلال بالثانى على الأول كقول الشاعر: (٥)

نحن بما عندنا ... وأنت بما عندك راض. . . . . .


(١) هو جمال الدين محمد بن عبد اللَّه بن مالك الأندلسى، أستاذ القراءات واللغة والنحو.
من شيوخه: ثابت الجيانى، والسخاوى، والشلوبين.
من تلاميذه: ابن الخباز، وابن أبى الفتح، وابن جماعة.
من تآليفه: التسهيل، والكافية، والخلاصة.
ولد عام ٦٠٠ هـ، وتوفى عام ٦٧٢ هـ.
طبقات القراء ٢/ ١٨٠، طبقات السبكى ٨/ ٦٧، وابن كثير ١٣/ ٢٦٧.
(٢) أخرجه الإمام أحمد فى المسند ٣/ ٤٧٣ ولفظه: (الأيدى ثلاثة فيد اللَّه العليا، ويد المعطى التى تليها، ويد السائل السفل فأعط الفضل ولا تعجز عن نفسك) عن مالك بن نضلة.
(٣) لم أجد قائل البيت، ولم أجد من ذكر البيت غير المؤلف، وقد راجعت كتب ابن مالك مثل شرح الكافية الشافية، والتسهيل، وعمدة الحافظ، وشروح الألفية فلم أجد هذا البيت.
(٤) جزء من الآية رقم ٥٦ من سورة الأحزاب.
(٥) قيل إن البيت لقيس بن الخطيم، وهو فى ديوانه ص ٨١ طبعة بغداد.
وقيل لدرهم بن يزيد الأنصارى. والصحيح أنه من قصيدة طويلة لعمرو بن امرىء القيس الخزرجى جد عبد اللَّه بن رواحة -رضى اللَّه عنه- وهو شاعر جاهلى يخاطب فيها مالك بن العجلان ومطلعها:
يا مال والسيد المعمم قد ... يطرأ فى بعض رأيه السرف =

<<  <   >  >>