للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها: إذ (١)، وهي للزمان الماضي (٢) وعلّة بنائها ما قيل في إذا الشرطيّة ولا يختصّ بجملة معيّنة كما اختصّت

إذا بالجملة الفعليّة بل يقع بعد «إذ» الجملتان؛ الفعليّة والاسميّة نحو: جئتك إذ قام زيد، وإذ زيد قائم، وإذ زيد يقوم، ولم يستفصحوا: إذ زيد قام (٣) لأنّ إذ لما مضى من الزّمان وقام فعل ماض، فكان الأولى ألّا يفصل بينهما، لأنّها تطلب الفعل، إذا وجدته في الخبر كما تطلبه الهمزة في قولك: أزيدا لقيته بخلاف إذ زيد يقوم، لأنّ يقوم مضارع للاسم، لأنّه مثل: زيد قائم، فيحتمل فيه ذلك بخلاف قام لكونه غير مضارع للاسم، وقد تكون «إذ» للمفاجأة (٤) كإذا وعليه قوله: (٥)

... ... فبينما العسر إذ دارت مياسير

ومنها: أين وأنّى (٦) وهما للمكان سواء كانا للاستفهام أو للشّرط نحو: أين زيد، وأين تكن أكن، وأنّى تقعد أقعد، وبنيا لتضمّنهما حرف الاستفهام أو حرف الشّرط، وقد استعملت أنّى للزمان والحال كمتى وكيف (٧).

ومنها: متى وهي ظرف زمان (٨) في الاستفهام والشّرط، نحو: متى القتال ومتى تأتني أكرمك، والفرق/ بينها وبين إذا، أنّ متى للزّمان المبهم، وإذا للمعيّن.


(١) الكافية، ٤٠٧.
(٢) رصف المباني، ٥٩.
(٣) شرح الوافية، ٣٠٢ وشرح المفصل، ٤/ ٩٦.
(٤) الكتاب، ٤/ ٢٣٢ وشرح الكافية، ٢/ ١١٤ - ١١٥.
(٥) هذا عجز بيت صدره:
استقدر الله خيرا وارضينّ به
وقد اختلف حول قائله وسجل الخلاف حوله السيوطي في شرح شواهد المغني، ١/ ٢٤٤ فنصّ على أنه ينسب لعثمان بن لبيد العذري، أو لعثير أو حريث بن جبلة أو لعثير بن لبيد وروي البيت من غير نسبة في الكتاب، ٣/ ٥٢٨ وأمالي ابن الشجري، ٢/ ٢٠٧ - ٢٠٩ ومغني اللبيب، ١/ ٨٣ وشرح شذور الذهب، ١٢٦ وهمع الهوامع ١/ ٢٠٥.
(٦) الكافية، ٤٠٧.
(٧) شرح المفصل، ٤/ ١٠٩.
(٨) الكافية، ٤٠٧ - ٤٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>