للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالمسؤول عنه اجتماع الجوار والمودّة، ومثال النفي: ما تأتيني وتحدثني، فالمنفي اجتماع الأمرين، ومثال التمني: قوله تعالى: يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (١) قريء في السبعة نكذّب ونكون بالنصب (٢) فيهما والمعنى تمني اجتماع الأمرين وهو الردّ وانتفاء التكذيب (٣) ومثال العرض: ألا تنزل عندنا وتصيب خيرا، ومثال التحضيض: هلّا تأتيني وتكرمني، وهذا معنى الجمعيّة في كلّ واحد من الأمثلة المذكورة، ويجوز الرفع بعد هذه الواو إمّا على العطف، وإمّا على القطع والاستئناف بحسب ما قبلها (٤)، وينتصب أيضا بعد الواو العاطفة بتقدير أن إذا عطفت فعلا مضارعا على اسم ليكون في تأويل الاسم فيستقيم عطفه على الاسم نحو (٥):

للبس عباءة وتقرّ عيني ... أحبّ إليّ من لبس الشّفوف

بنصب تقرّ، وأمّا نحو قوله تعالى: وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ وَيَعْلَمَ الَّذِينَ (٦) في قراءة - غير (٧) نافع وابن عامر - النصب (٨) فإنّه قدّر معطوفا على فعل مقدّر منصوب أي لينتقم ويعلم، وعند الكوفيين أنّ الفعل المضارع إذا صرف عن جواب الشرط إلى غيره كانت الواو ناصبة (٩).


(١) من الآية ٢٧ من سورة الأنعام.
(٢) قرأ حمزة وحفص ولا نكذّب بالنصب، وقرأ ابن عامر وحمزة وحفص ويكون بالنصب ورفعهما الباقون.
انظر الكشف، ١/ ٤٢٧ والتبيان، ١/ ٤٨٩ والنشر، ٢/ ٢٥٧.
(٣) التبيان، ١/ ٤٨٩ وشرح المفصل، ٧/ ٢٥ - ٢٦.
(٤) الكتاب، ٣/ ٤٤ - ٥٢.
(٥) البيت لميسون بنت بحدل زوج معاوية بن أبي سفيان، ورد منسوبا إليها في المغني، ١/ ٢٦٧ - ٢٨٣ - ٢/ ٣٦١ - ٤٧٩ - ٥٥١ وشرح شذور الذهب. ٣١٤ وشرح التصريح، ٢/ ٢٤٤ وروي من غير نسبة في الكتاب، ٣/ ٤٥ والمقتضب، ٢/ ٢٧ والمحتسب، ١/ ٣٢٦ وأمالي ابن الشجري، ١/ ٢٨٠ وشرح المفصل، ٧/ ٢٥ وشرح الكافية، ٢/ ٢٥٠ وشرح ابن عقيل، ٤/ ٢٠ وهمع الهوامع، ٢/ ١٧ وشرح الأشموني، ٣/ ٣١٣.
(٦) من الآيتين ٣٤ - ٣٥ من سورة الشورى.
(٧) زيادة يستقيم بها الكلام، لأن نافعا وابن عامر قد قرآ ويعلم بالرفع، وقرأ الباقون بالنصب، انظر الكشف، ٢/ ٢٥١، والنشر، ٢/ ٣٦٧.
(٨) في الأصل بالنصب.
(٩) شرح الوافية، ٣٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>