للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تغافل يتغافل تغافلا كما يقال: تدحرج يتدحرج، تدحرجا وإن كان غافل/ غير ملحق بدحرج، وكذلك تكلّم ملحق بتدحرج (١) ودليل إلحاق هذه كلها بتدحرج أنها مثله في الماضي والمستقبل والمصدر واسم الفاعل.

ومنها اثنان ملحقان باحرنجم (٢) أي بالرباعي المزيد فيه النون وهما: اقعنسس واسلنقى (٣)، لتصرّفهما تصرّف احرنجم في الماضي والمستقبل والمصدر، ومعنى احرنجم اجتمع، واقعنسس تأخّر.

وأمّا العشرة الغير الملحقة فمنها ثلاثة موازنة للرباعي (٤) لكن على غير سبيل الإلحاق وهي: أخرج وجرّب وقاتل، فزيادة أخرج الهمزة، وزيادة جرّب من جنس الكلمة بتضعيف عين الفعل من موضعها، وزيادة قاتل الألف، فهذه الثلاثة وإن وافقت دحرج في وزنه بما زيد فيها فليست ملحقة به، لأنّ حرف الإلحاق هو الذي ليس له معنى غير الإلحاق، بخلاف الهمزة في أفعل، فإنّها موضوعة لمعان كالتعدية وغيرها، وكذلك تضعيف العين في نحو: جرّب، وأمّا الألف في نحو: قاتل فموضوعة لأن يكون من غيرك إليك ما كان منك إليه (٥)، وهذا كلّه بخلاف حروف الإلحاق (٦)، فإنّ زيادتها لا تفيد معنى غير الإلحاق، وأيضا فإنّ مصادر هذه مخالفة لمصدر دحرج، لا يقال: أخرج إخراجا مثل دحرج دحراجا، لأنّا نقول: إنّ الاعتبار إنّما هو بالفعللة لا بالفعلال، لأنّ الفعللة هي المصدر الملازم لباب دحرج بخلاف


- كقاف قنديل ودال درهم والقياس تدرّع وتندل وتسكّن.
(١) تبع أبو الفداء الزمخشري في مفصله، ٢٧٨ وقد رد ابن يعيش في شرح المفصل، ٧/ ١٥٦ ذلك بقوله «وكذلك تغافل ليست الألف للإلحاق، لأنّ الألف لا تكون حشوا ملحقة لأنّها مدة محضة فلا تقع موقع غيرها من الحروف إنما تكون للإلحاق إذا وقعت آخرا لنقص المدّ فيها مع أن حقيقة الإلحاق إذا وقع آخر إنما هو بالياء ولكنّها صارت ألفا لوقوعها موقع المتحرّك وقبلها فتحة، وتكلّم كذلك تضعيف العين لا يكون ملحقا فإطلاقه - أي في المفصل - لفظ الإلحاق هنا سهو. وانظر شرح الشافية، ١/ ٦٨ وشرح الشافية للجاربردي، ١/ ٣٩.
(٢) المفصل، ٢٧٨.
(٣) أي نام على ظهره، القاموس المحيط، سلق.
(٤) المفصل، ٢٧٨.
(٥) الكتاب، ٤/ ٦٨.
(٦) إيضاح المفصل، ٢/ ١١٦ والنقل منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>