للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البدل، فأبدلت ياء لانكسارها فصار أيّمة بياء مكسورة (١).

وأما جاء بهمزة وتنوين مثل قاض فأصله جايئ بياء قبل الهمزة وعين الفعل في مثله تقلب همزة كما في قائل وبائع على ما سيذكر في الإعلال (٢)، فلمّا قلبت ياء جايئ همزة صار جائئ بهمزتين فأبدلت الهمزة الأخيرة ياء، وذلك من جنس حركة ما قبلها، فصار جائي مثل قاضي، ثمّ حذفت الياء في الرفع والجرّ للتنوين فصار جاء كقاض.

وأمّا خطايا جمع خطيئة فالأصل خطائئ بهمزتين الثانية لام الفعل، والأولى الياء التي في خطيئة المنقلبة (٣) همزة في الجمع كياء سفينة وقبيلة المنقلبة همزة في سفائن وقبائل، فقلبت الثانية ياء لاجتماع الهمزتين، فصار خطائي فاستثقلوا الياء بعد الكسرة مع الهمزة فأبدلوا من كسرة الهمزة فتحة، ومن الياء ألفا فصار خطاءا، فاجتمع ثلاثة أمثال، الألفان والهمزة المفتوحة، فاستثقل ذلك فقلبت الهمزة ياء فصار خطايا (٤) وقال الفرّاء وأصحابه: خطيّة مثل هديّة بغير همز فتجمع على خطايا كما قيل: هدايا (٥).

وثانيهما: أن تلتقي همزتان في كلمتين نحو أَأَنْتَ قُلْتَ (٦)، فإذا التقتا كذلك، جاز تحقيقهما وتخفيفهما وتخفيف الأولى دون الثانية وبالعكس (٧) بأن تجعل المخفّفة بين بين (٨) قال ابن الحاجب: (٩) وهو غير مستقيم فإنه يكون تخفيف


(١) شرح الشافية للجاربردي، ١/ ٢٦٣.
(٢) في ٢/ ٢٥٢ - ٢٦٨.
(٣) غير واضحة في الأصل.
(٤) ما ذكره أبو الفداء هو رأي سيبويه فيها. انظر الكتاب، ٣/ ٥٥٣ وإيضاح المفصل، ٢/ ٣٤٨ وشرح المفصل، ٣/ ١١٧ وشرح الشافية للجاربردي، ١/ ٢٦٣ وشرح الشافية، ٣/ ٥٩.
(٥) الانصاف، ٢/ ٨٠٥.
(٦) من الآية ١١٦ من سورة المائدة.
(٧) تخفيف الأولى هو اختيار أبي عمرو، وتخفيف الثانية هو اختيار الخليل، المفصل، ٣٥١ وشرح الشافية للجاربردي، ١/ ٢٦٥ - ٢٦٦.
(٨) قال الزمخشري في المفصل، ٣٥١ «وإذا التقتا في كلمتين جاز تحقيقهما، وتخفيف إحداهما بأن تجعل بين بين».
(٩) ونصه في إيضاح المفصل، ٢/ ٣٤٩ «وقوله: تخفيف إحدهما بأن تجعل بين بين، غير مستقيم، فإنه يكون -

<<  <  ج: ص:  >  >>