للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قريء في الشاذ «مريبن الذي» بتحريك نون مريب بالفتح هربا من توالي الكسرات.

وأما الذي تحريكه على الأصل أولى فهو الأكثر فيما حرّك لالتقاء الساكنين.

ومنه واو لو فإنّ تحريكها بالكسر أولى، نحو قوله تعالى: لَوِ اسْتَطَعْنا (١) لما سنذكره الآن، وأمّا الذي تحريكه على خلاف الأصل أولى فمنه ضمّ واو الضمير كما تقدّم من نحو: اخشوا الله اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ (٢) وإنما كان الضمّ أولى للفرق بين واو الضمير وبين واو «لو» فإنّ الواو المفتوح ما قبلها إن كانت ضميرا ولقيت ساكنا بعدها مثل وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ (٣) فتحريكها بالضمّ أولى، وإن كانت حرفا من نفس الكلمة نحو واو «لو» فتحريكها بالكسر أولى في مثل لَوِ اسْتَطَعْنا (٤) وإنما تخصّص ما هو اسم بالضمّ دون/ الحرف لأنّ الواو التي هي اسم أعني واو الضمير قد سقط من قبلها حرف مضموم، لأنّ الأصل في لا تنسوا، لا تنسيوا، وفي اخشوا اخشيوا وفي ارموا ارميوا وكذلك جميع ما يأتي من هذا الباب، فلما تحرّكت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا ثمّ حذفت لسكونها وسكون واو ضمير الجمع، فلمّا احتاجوا إلى تحريك هذه الواو حرّكوها بالحركة المحذوفة، وهي ضمّة وكانت أولى من حركة غريبة (٥) وأمّا الواو التي هي حرف وهي من نفس الكلمة نحو واو «لو» فحركت على الأصل في التقاء الساكنين (٦) واعلم أنّه جاء كسر واو الضمير تشبيها لها بواو «لو»، وضمّ واو «لو» تشبيها لها بواو الضمير، لكون كلّ منهما واوا ساكنة قبلها فتحة، وللنحاة مثل ذلك في جعلهم كلّ قبيل مشبها بالآخر، كإجازاتهم الجرّ في الضارب الرجل تشبيها بالحسن الوجه، وإجازتهم النصب في الحسن الوجه تشبيها بالضارب الرجل.

ومنه (٧) ردّ وشدّ ومدّ، فالأولى تحريك الساكن الثاني بالضم للاتباع، لأنّ عمل


(١) من الآية ٤٢ من سورة التوبة.
(٢) من الآية ١٦ من سورة البقرة.
(٣) من الآية ٢٣٧ من سورة البقرة.
(٤) من الآية ٤٢ من سورة المائدة.
(٥) غير واضحة في الأصل.
(٦) الكتاب ٤/ ١٥٣ وشرح الشافية للجاربردي، ١/ ١٦١.
(٧) المفصل، ٣٥٣ وفيه: ومنهم من يفتح وهم بنو أسد» وفي حاشية ابن جماعة ١/ ١٦١ والكسر لغة كعب -

<<  <  ج: ص:  >  >>