للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بين الشديدة والرخوة أنك إذا وقفت على حرف من الحروف الشديدة نحو الجيم في نحو: الحجّ، وجدت صوت الجيم واقفا منحصرا لازما لموضعه لا تقدر على مدّه، وإذا وقفت على حرف من الرخوة وجدته بخلاف ذلك نحو: الطشّ فتجد الصوت به جاريا وتقدر على مدّه إذا شئت (١) والطشّ: المطر الضعيف.

وأمّا التي بين الرخوة والشديدة: فثمانية (٢)؛ ويجمعها: لم يروّعنا (٣) وهي لام، ميم، ياء، راء، واو، عين، نون، ألف، وهي الألف اللينة ومعنى كونها بين الشدّة والرخاوة أنه ليس فيها ما في الشديدة من الانحصار ولا ما في الرخوة من الجريان واللين، وإنّما هي بين ذلك ألا ترى أنّك إذا قلت: لم يتبع ووقفت على العين وجدت في الصوت انسلالا وامتدادا إلى موضع الحاء (٤).

وأمّا المطبقة: فأربعة (٥) وهي: صاد، ضاد، طاء، ظاء، وسميت مطبقة لانطباق مخرجها من الّلسان على ما حاذاه من الحنك فينحصر بين اللّسان والحنك الأعلى (٦) وأقواها في الإطباق الطّاء وأضعفها فيه/ الظاء، والصّاد والضّاد متوسطتان.

وأما المنفتحة (٧): فجميع الحروف بعد المطبقة فتكون عدة المنفتحة خمسة وعشرين حرفا، وإنّما سميت منفتحة لأنّها لا تنحصر بين اللّسان والحنك بل يبقى ما بين اللّسان والحنك مفتوحا عند النطق بها (٨) وبعضها ليس مخرجه من اللّسان وهو مع ذلك منفتح نحو: حروف الحلق.


(١) شرح الشافية، ٣/ ٣٦٠.
(٢) المفصل، ٣٩٥.
(٣) هي في الأصل مشددة، قال ابن جماعة، ١/ ٣٤٢ عن «لم يروعنا» ما نصه: الظاهر أن هذا الفعل من الرواية، وقد جمعت أيضا في: ولينا عمر ولم يرعونا، وجمعها ابن مالك في: لم يروعنا من الروع، قال أبو حيان: وعدل عن قولهم. لم يروّعنا إلى لم يروعنا لأنه قصد أن لا يكرر حرفا قال: وهو لحظ حسن» وانظر التسهيل، ٣٢٠ ومناهج الكافية، ٢/ ٣٤١.
(٤) شرح المفصل، ١٠/ ١٢٩.
(٥) المفصل، ٣٩٥.
(٦) الكتاب، ٤/ ٤٣٦.
(٧) المفصل، ٣٩٥.
(٨) الكتاب، ٤/ ٣٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>