للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٩١٨٧ - حدّثنا أبو أمية (١)، قال: حدّثنا يعقوب بن محمّد الزّهريُّ (٢)، قال: حدّثنا عبد العزيز بن أبي حازم (٣)، عن سهيل بن أبي صالح (٤)، عن أبي الحباب سعيد بن يسار، عن زيد بن خالد، عن أبي طلحة الأنصاري، أن رسول الله قال: "لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب ولا صورة".

قال زيد: فقلت لأبي طلحة: اذهب بنا إلى عائشة؛ نسألها عن هذا الحديث، فخرجنا حتّى دخلنا عليها، فقلنا لها: سمعت رسول الله يحدث بهذا الحديث الّذي حدثه أبو طلحة؟ قالت: لا، ولكن أخبركم ما سمعت من رسول الله ، كان رسول الله غائبًا في غزاة

⦗٢٣⦘ غزاها، فلما تحينت قفوله، أخذت نَمَطًا (٥) كانت (٦) لي، فسترت به على العرض (٧)، فلما دخل رسول الله تلقيته في الحجرة، فقلت:

⦗٢٤⦘ السّلام عليك يا رسول الله، ورحمة الله وبركاته، الحمد لله الّذي أعز نصرك، وأقر عينك، وأكرمك، قالت: فلم يكلمني، وعرفت في وجهه الغضب، ودخل البيت مسرعًا، وأخذ (٨) النمط بيده فجبذه حتّى هتكه، ثمّ قال: "إن الله لم يأمرنا فيما رزقنا أن نكسو الحجارة" (٩).


(١) محمّد بن إبراهيم بن مسلم، الخزاعي، الطرطوسي، مشهور بكنيته.
(٢) أبو يوسف، المدني.
(٣) ابن دينار، المدني.
(٤) سهيل بن أبي صالح هو موضع الالتقاء.
(٥) بفتح الميم والنون، يطلق على بساط لطيف له خمل، يجعل على الهودج، وقد يجعل سترًا، شرح النووي على صحيح مسلم -كتاب اللباس، باب جواز اتخاذ الأنماط (٤/ ٢٨٤)، وانظر النهاية لابن الأثير (٥/ ١١٩).
(٦) في نسختي (ل)، (م): كان.
(٧) بالعين والراء المهملتين، والضاد المعجمة. وهكذ في سنن أبي داوود -كتاب اللباس، باب في الصور (٤/ ٣٨٥ / ت ٤١٥٣). وهذه اللفظة لم ترد عند مسلم.
قال ابن الأثير: الذي قرأته في كتاب (سنن أبي داوود)، وهي رواية: "العرض" بالضاد المعجمة، والذي شرحه الخطابي في معالم السنن) و (غريب الحديث) له، هذا لفظه: قال في معالم السنن: (العَرْصُ: هو الخشبة المعترضة يسقف بها البيت، ثمّ توضع عليها أطراف الخشب الصغار، يقال: عرّصت البيت تعريصا). هكذا ذكره الخطابي، ولم يقيد اللفظة أنها بالضاد المعجمة أو الصاد المهملة، حتّى نكون منه على يقين. اهـ.
هذا الّذي ذكره ابن الأثير هو في طبعة الدعاس لسنن أبي داوود (٤/ ٣٨٥)، لكنه بالضاد المعجمة في جميع كلمات الخطابي.
وأمّا طبعة الشّيخ أحمد شاكر للمعالم مع مختصر المنذري، فإنّه فيها بالصاد المهملة (٦/ ٧٩).
وكلام الخطابي هذا نقله ابن فارس في مقاييس اللُّغة عن الخليل (٣/ ١٩٠).
وقال ابن الأثير: وقال -يعني الخطابي- في كتاب الغريب له: "فهتك العرض" =
⦗٢٤⦘ = وقال: (قال: الرواي: "العرض"، وهو غلط، والصواب: "العرص".
قال ابن الأثير: ولم يقيده أيضًا، إِلَّا أن غرضه بالصاد المهملة، يدلُّ عليه ما ذكره الهروي في كتابه من العين والراء والصاد المهملة. اهـ.
وكلام الهروي مثل كلام الخطابي، إِلَّا أن فيه زيادة وهي قوله: (والمحدثون يروونه بالضاد المعجمة، وهو بالصاد). ثمّ قال ابن الأثير: وهذا القول من الهروي يدلُّ على أن الّذي أراده الخطابي: الصاد المهملة. اهـ.
أقول: لم أقف عليه فيما بين يدي من كتب الغريب ومعاجم اللُّغة بالضاد المعجمة، وإنّما بالصاد أو السين. قال الفيروزآبادي: العَرْص: العَرْس، والمحدثون يلحنون فيعجمون الصاد. القاموس المحيط بترتيب الزاوي (٣/ ١٩٢).
وكلام ابن الأثير السابق هو في جامع الأصول (٤/ ٨٠٦ - ٨٠٧).
(٨) في نسختي (ل)، (م): فأخذ.
(٩) الحديث أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب اللباس، باب تحريم تصوير صورة الحيوان … (٣/ ١٦٦٦ / حديث ٨٧) بتمامه.